تقرير أممي: مستشفيات غزة تحولت لـ"مصيدة موت" ومزاعم إسرائيل غامضة ومتناقضة
قالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن قصف إسرائيل لمستشفيات غزة حوّلها إلى "مصيدة للموت" وجعل النظام الصحي على "شفير الانهيار التام"، بينما استنكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" استمرار فظائع الاحتلال "على مرأى العالم" منذ 15 شهراً.
الأمم المتحدة تندد بتحول مستشفيات غزة إلى "مصيدة موت" وتصف مزاعم إسرائيل بشأنها بـ"غامضة ومتناقضة" / صورة: AA (AA)

وخلص تقرير أممي إلى أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المستشفيات أو محيطها في قطاع غزة جعلت النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على "شفير الانهيار التام".

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان أرفق بالتقرير، إن "نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع نظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي في قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية".

ووصف البيان المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود جماعات مسلحة في المستشفيات في غزة "غامضة وفضفاضة".

وأوضح أن "إسرائيل تزعم، في معظم الحالات، أن الجماعات الفلسطينية المسلحة كانت تستخدم المستشفيات. إلا أنها لم توفر حتى اليوم سوى القليل من المعلومات لإثبات هذه الادعاءات، التي ظلت غامضة وفضفاضة، وفي بعض الحالات تبدو متناقضة مع المعلومات المتاحة علناً".

وندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بتحول مستشفيات غزة إلى "مصيدة للموت".

وقال "كأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت"، مشدداً على "أن حماية المستشفيات في أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات".

وأمس الاثنين، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى "تقويض" نظام الرعاية الصحية في شمال القطاع، مشيرة إلى أن مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي "خرجا من الخدمة تماماً".

بدورها، قالت وكالة "أونروا"، الثلاثاء، إنه مع مرور 15 شهراً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة، فإن "الفظائع ما تزال مستمرة على مرأى العالم".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان: "15 شهراً من الحرب في ⁧‫غزة‬⁩، ولا تزال الفظائع مستمرة على مرأى من العالم". وأوضح أن نحو 258 موظفاً من العاملين في الوكالة بغزة استشهدوا منذ بدء الإبادة الجماعية بالقطاع، بينما يقبع ما لا يقل عن 20 موظفاً في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.

وذكر أن الموظفين يتعرضون داخل مراكز الاعتقال لـ"سوء المعاملة الممنهج والإهانة والتعذيب"، وفق ما أفاد به معتقلون أُطلق سراحهم سابقاً، بحسب ما جاء في البيان.

وأشار إلى أن الأونروا تحققت من احتلال الجيش الإسرائيلي منشآت الوكالة الأممية في غزة، من دون توضيح عددها أو مواقعها. وبيّن أن أكثر من ثلثي مباني الأونروا تعرضت لضرر أو دمار، لافتاً إلى أن الأغلبية العظمى منها كانت مدارس للأطفال قبل الحرب.

وشدد على أن موظفي الوكالة ومبانيها وأنشطتها تعرضت لارتفاع كبير في الهجمات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة شمال قطاع غزة بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي).

‏ودعا إلى إجراء "تحقيقات مستقلة في التجاهل الممنهج لحماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت والعمليات الإنسانية"، متابعاً: "لا يمكن أن يصبح الإفلات من العقاب هو القاعدة السائدة".

وطالب بـ"إطلاق سراح جميع العاملين في المجال الإنساني المعتقلين وجميع الرهائن، وتسهيل الوصول الإنساني إلى المحتاجين أينما كانوا، ورفع الحصار عن غزة لإدخال الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك مستلزمات مواجهة الشتاء".

ووثقت الأونروا استشهاد ما لا يقل عن 745 فلسطينياً وإصابة 2200 آخرين في ملاجئها في أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، وفق البيان.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

TRT عربي - وكالات