واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، زيلينسكي في قصر الإليزيه، حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً.
وقال زيلينسكي إثر لقائه ماكرون، إن وقف النار في الحرب المتواصلة منذ مطلع عام 2022 "ليس موضوع بحثنا"، مضيفاً أن "الأمر ليس صحيحاً. روسيا تعمل كثيراً مع التضليل الإعلامي لذا (صدور تقارير كهذه) هو أمر مفهوم".
وجدد الرئيس الأوكراني الدعوة إلى الإسراع في زيادة المساعدات الغربية لكييف، مشدداً على أنه "قبل الشتاء نحتاج إلى دعمكم".
من جانبه، أكد ماكرون أن مساعدات فرنسا مستمرة "وفقاً لالتزاماتها"، مؤكداً على "التقدم المحرز في تدريب وحدة وتجهيزها".
إعادة إعمار
وإضافة إلى باريس، شملت الجولة الأوروبية روما، إذ أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مساء الخميس، عقب استقبالها زيلينسكي أن بلادها ستستضيف يومي 10 و11 يوليو/تموز المقبل مؤتمراً حول إعادة إعمار أوكرانيا.
وقالت ميلوني إنّ "أوكرانيا ليست وحدها، وسنكون إلى جانبها طالما كان ذلك ضرورياً"، موضحة أنّ دعم روما لكييف يهدف إلى توفير "أفضل الظروف الممكنة لأوكرانيا من أجل بناء أساس للتفاوض على السلام، وهو سلام لا يمكن أن يكون استسلاماً".
ويجري الرئيس الأوكراني مباحثات، صباح اليوم الجمعة، مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.
كما يتوقع وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشار أولاف شولتز الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف خلال 2025 ما أثار معارضة أوكرانيا.
صواريخ بعيدة المدى
وصباح أمس الخميس، عرض زيلينسكي خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، في لندن، تفاصيل "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية، بحسب بيان للرئاسة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني في البيان، إن هذه الخطة "تهدف إلى إيجاد شروط مواتية لإنهاء عادل للحرب". وتابع "لا يمكن لأوكرانيا أن تتفاوض إلا من موقع قوة".
وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصاً من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد". بينما قال ستارمر إنه "من المهم جداً أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر دعم أوكرانيا".
تقدم القوات الروسية
تأتي هذه الجولة الأوروبية في وقت تواصل القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.
وأعلن الجيش الروسي، أمس الخميس، أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيّمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي .
كما بدأت القوات الروسية تحرز تقدماً تدريجياً في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.
وصباح اليوم الجمعة، قال حاكم منطقة أوديسا (جنوب) أوليه كيبر، إن 4 أشخاص قتلوا جراء ضربة صاروخية روسية على المنطقة.
وذكر كيبر أن صاروخاً باليستياً أصاب مبنى من طابقين يعيش ويعمل فيه مدنيون. كما أصيب 10 آخرون.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.
وبدأت أوكرانيا في الآونة الأخيرة بشن هجمات على الأراضي الروسية، إذ أطلقت قواتها في 6 أغسطس/آب الماضي، عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.