تزامناً مع اقتحامات بالضفة.. الاحتلال يوسّع عمليته في جنين لليوم الثالث
أصيب عدد من الفلسطينيين خلال سلسلة اقتحامات نفذها جيش الاحتلال، منذ مساء الأربعاء لمختلف مدن الضفة الغربية المحتلة. يأتي ذلك بينما تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية بمخيم جنين لليوم الثالث، مسفرة عن وقوع شهداء ومصابين، إضافة إلى نزوح الآلاف.
الاحتلال يرسل تعزيزات عسكرية إلى جنين / صورة: AFP (AFP)

وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال "وسّع عملياته في جنين لتشمل عدة بلدات، أبرزها بلدتا قباطية وبرقين جنوبي المدينة".

وأشار الشهود، إلى أن أصوات اشتباكات مسلحة تسمع بين حين وآخر إلى جانب سماع دوي انفجارات.

وشرعت جرافات عسكرية بتدمير البنى التحتية وممتلكات ومحال تجارية. كما اعتقل جيش الاحتلال عشرات السكان وحوّلهم للتحقيق الميداني في مراكز قريبة من المدينة.

واقتحم جيش الاحتلال قرية فحمة جنوبي المدينة، إذ اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين، وأطلقت القوات قنابل غاز مسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أسفر عن إصابات بحالات اختناق.

وفي بلدة قباطية اقتحمت قوة إسرائيلية البلدة، وحاصرت منزلاً واعتقلت 4 فلسطينيين على الأقل بحسب مصادر محلية".

وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن "وحدات خاصة مع جهاز الشاباك تمكنت من الوصول واغتيال منفذي عملية الفندق (شرقي قلقيلية) قبل أيام، التي أدت لمقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين".

وذكرت أن "عملية الاغتيال جرت بعد محاصرة منزل في منطقة برقين بالقرب من جنين، خلال العملية أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة نقل على أثرها لتلقي العلاج في المستشفى".

ومساء أمس الأربعاء، قالت وسائل إعلام محلية، إن قوات الاحتلال أطلقت "صواريخ محمولة على الكتف 9 مرات باتجاه منزل تحصّنت داخله مجموعة من المقاومين في بلدة برقين غربي جنين".

كما أكدت مصادر ميدانية أن جرافة لجيش الاحتلال شرعت بهدم أجزاء من المنزل المحاصر، ما أدى لاندلاع اشتباكات مع المجموعة المتحصنة بداخله، وامتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى داخل البلدة.

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال تواصل إرسال مزيد من الآليات العسكرية الثقيلة إلى بلدة برقين.

من جهتها، قالت كتيبة جنين- سرايا القدس، إن مقاتليها أمطروا قوات الاحتلال بمحيط المنزل المحاصر بزخات من الرصاص محققين إصابات مؤكدة.

وادعى متحدث باسم جيش الاحتلال أن منفذي "عملية الفندق" يتحصّنون داخل المنزل المحاصر.

والأسبوع الماضي، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها بالشراكة مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى عن عملية إطلاق نار في قرية الفندق شمالي الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين.

نزوح المئات من مخيم جنين

في غضون ذلك، قال مسؤول العلاقات العامة ببلدية جنين بشير مطاحن، إن نحو ألفي عائلة فلسطينية نزحت من مخيم جنين مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في المخيم.

وأضاف أن العائلات توزعت في القرى القريبة، في ظروف صعبة، من دون أن تتوافر لها أدنى الاحتياجات.

وتابع: "حركة نزوح واسعة سجلت اليوم قبل أن يمنع الجيش الإسرائيلي في ساعات المساء خروج السكان ويبلغهم بأن عليهم المحاولة صباح الخميس".

وأشار مطاحن إلى أن أوضاع النازحين الإنسانية "صعبة" وأن المجتمع المحلي في القرى التي وصلوا إليها أخذوا على عاتقهم توفير بعض الاحتياجات "في ظل منع المؤسسات الرسمية والأهلية في مدينة جنين من الحركة".

والثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه وجهاز الأمن العام "الشاباك" وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".

وتأتي عملية جنين بالتزامن مع دخول اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس يومه الرابع، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهراً.

وتمثل العملية، وفق إعلام عبري، محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاسترضاء وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.

اقتحامات بالضفة

يتزامن تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، مع شنِّ الاحتلال سلسلة اقتحامات بالضفة الغربية.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن الاقتحامات تركزت في محافظات الخليل وبيت لحم (جنوب)، ورام الله (وسط)، وجنين ونابلس (شمال).

في بيت لحم، ذكرت "وفا" أن جيش الاحتلال اقتحم بلدة الخضر جنوبي المحافظة، وأطلق قنابل غاز مسيل للدموع على المنازل والمحال التجارية، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.

أما في رام الله، فاندلعت مواجهات في قرية "دير جرير" شرقي المدينة، إذ أطلق الجيش قنابل الصوت، من دون تسجيل إصابات.

كما اقتحم جيش الاحتلال قريتي كفر عين وقراوة بني زيد، وبلدة بيت ريما شمال غربي رام الله، وبلدة ترمسعيا شمال شرقي المدينة، من دون أن تسجل مواجهات أو اعتقالات.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن القوات الإسرائيلية أغلقت حاجزي عين سينيا وعطارة شمالي رام الله، إلى جانب إغلاق البوابة الحديدية عند مدخل قرية النبي صالح، ما تسبب في أزمة مرورية خانقة على الطريق المؤدي إلى شمال الضفة.

وفي نابلس، هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية جنوب المدينة، لكن لم ترد أنباء عن إصابات.

وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 871 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

TRT عربي - وكالات