بهدف "التفريغ النفسي".. مبادرة ترفيهية لتخفيف أثر الحرب عن أطفال غزة
يحاول الشباب الفلسطينيون في غزة تخفيف وطأة الأثر النفسي للحرب على الأطفال من خلال بعض المبادرات الترفيهية، كنوع من "التفريغ النفسي" لمساعدة الصغار على تخطي الصدمات التي واجهوها خلال الحرب التي أوشكت على إكمال عامها الأول.
أطفال غزة يحيون ذكرى يوم الأرض في مدارس النزوح / صورة: أرشيف AA (AA)

ورغم القصف المستمر قدّم بعض الشباب داخل مدرسة "عكا" للإيواء بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، باستعراضات بهلوانية مصحوبة بأصوات الموسيقى الممتزجة، ما رسم البهجة على وجوه الأطفال الذين تحلقوا حول الشباب المبادرين لمشاهدة استعراضهم.

وتشير تقديرات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى "تأثيرات كارثية" للحرب على الأطفال، مضيفةً في تقرير أن "الأطفال في غزة يموتون بمعدل مقلق". وأوضحت أن أطفال القطاع بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة، وأنه "لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية".

ويهدد استمرار الحرب بضياع مستقبل جيل كامل من الأطفال بسبب عدم تلقي حقهم في التعليم، الذي حذَّر منه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) فيليب لازاريني.

ولأكثر من مرة حذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأممية من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال سواء الذين استُشهدوا أو جُرحوا أو يُتِّموا أو تعرضوا لانتهاكات مختلفة من أَسرٍ وتجويع وتعطيش وحرمان من التعليم.

تخفيفاً عن الأطفال

يقول الفلسطيني مُحيي الحلو، من مدرسة غزة للسيرك التي أشرفت على تنفيذ الفعالية في مدرسة "عكا" اليوم، إن هذه المبادرة الترفيهية تستهدف مناطق الإيواء التي يوجد فيها أطفال.

وأوضح في حديثه لوكالة الأناضول، أن هذه المبادرة تعد من أنواع "التفريغ النفسي" للأطفال لمساعدتهم على تخطي الصدمات التي واجهوها خلال الحرب، مضيفاً أن وجودهم في المدارس ومراكز الإيواء يساعد الأطفال بشكل كبير للترفيه عن أنفسهم، "فهم بحاجة إلى دعم كبير".

وأكد الحلو أن توفير هذه المبادرة البسيطة للأطفال في مراكز الإيواء "أمر مهم في ظل عدم وجود مساحات صديقة تُمكّنهم من اللعب واللهو".

وأشار إلى أن الأطفال بحاجة إلى "الخروج من أجواء الطاقة السلبية التي أفرزها أكثر من 11 شهراً من الحرب المتواصلة"، مبيناً أن هذه المبادرة "مساعدة بالدرجة الأولى للتخفيف عنهم".

وفي يوليو/تموز الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمَّر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.

وفي الشهر نفسه، قالت أونروا في منشور على حسابها عبر منصة إكس، إن "فرقها في غزة رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال القطاع الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".

وحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن عدد الأطفال الذين استُشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية الحالية بلغ نحو 16 ألفاً و795 طفلاً.

وبدعم أمريكي يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً في غزة خلَّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الحرب متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي وقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات