بعد مقتل 3 صحفيين في لبنان.. مطالب بوقف إفلات إسرائيل من العقاب
قُتل 3 صحفيين لبنانيين فجر الجمعة، في قصف إسرائيلي استهدف مقر إقامتهم في بلدة حاصبيا جنوبي لبنان، مما أثار شجباً وتنديداً من المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب عدد المراسلين الذين قُتلوا في المنطقة على مدى العام المنصرم.
آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف مقر إقامة الصحفيين في بلدة حاصبيا، جنوبي لبنان / صورة: Reuters (Reuters)

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن "3 صحفيين قُتلوا في غارة إسرائيلية معادية استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا"، من جانبها أعلنت قناة "المنار" المحلية، مقتل مصورها وسام قاسم في الغارة الإسرائيلية.

كما أفاد رئيس مجلس إدارة قناة "الميادين" اللبنانية غسان بن جدو، بمقتل المصور في القناة غسان نجار ومهندس البثّ محمد رضا في القصف نفسه.

وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها "تندّد بشدة" بالهجوم، وحثّت المجتمع الدولي على "وقف نمط الإفلات من العقاب لإسرائيل منذ فترة طويلة في قتل الصحفيين"، ولم تردّ إسرائيل بعدُ على طلب للتعليق وادّعت في السابق عدم تعمدها استهداف الصحفيين.

وقالت لجنة حماية الصحفيين إن العام المنصرم كان الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ أكثر من 30 عاماً، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 126 مراسلاً وعاملاً في قطاع الإعلام من بين ما يقرب من 45 ألفاً استُشهدوا في غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وهذه المرة الثالثة التي تتعرض فيها الطواقم الإعلامية للاستهداف الإسرائيلي في جنوبي لبنان منذ بداية المواجهات في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد مقتل المصوّر في وكالة "رويترز" عصام عبد الله، بقصف إسرائيلي على مجموعة صحفيين في منطقة علما الشعب في 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ثمّ استهدفت مسيّرة إسرائيلية فريق عمل قناة "الميادين" في بلدة طير حرفا (جنوب)، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مما أدّى إلى مقتل مراسلة القناة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري.

وصباح الجمعة كان الأكثر دموية للصحفيين في لبنان، إذ ضربت الغارة في نحو الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلي مجموعة من المنازل التي يسكنها صحفيون فقط في بلدة حاصبيا بجنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل صحفيين اثنين من قناة الميادين وصحفي واحد من قناة المنار.

وكان محمد فرحات، مراسل قناة الجديد اللبنانية، واحداً من 18 صحفياً على الأقلّ يقيمون في المنازل المستأجرة في حاصبيا.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة، وقال فرحات لرويترز إنه استيقظ بسبب صوت طائرات حربية إسرائيلية تحلّق على ارتفاع منخفض جداً، ثم سمع صاروخين يضربان منازل مجاورة قبل أن ينهار سقف المنزل الذي يقيم فيه.

وقال فرحات في وقت لاحق لقناة الجديد والدموع في عينيه: "كانت المشاهد مرعبة، عندما ترى زملاءك وأصدقاءك مقطَّعين منشوري الأطراف في مناطق عدة إضافة إلى آخرين عالقين تحت الأنقاض يصرخون يترجون أن نأتي لنسحبهم من ذلك الموقف".

وفي تعليق لها على منصة إكس على الغارة، كتبت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير أيرين خان: "القتل المتعمد لصحفي هو جريمة حرب".

وقال مازن شقورة، الممثل الإقليمي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، لقناة الجديد: "إذا كان الاستهداف للمدنيين الإعلاميين على خلفية مهنتهم فهو استهداف لما نرى وما نسمع، وهو محاولة يائسة لفرض سردية مقابل سردية أخرى".

TRT عربي - وكالات