بعد مجزرة طولكرم.. فلسطين تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال
طالبت الحكومة الفلسطينية، مساء الخميس، المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لجرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بعد مجزرة قتلت 18 فلسطينياً بقصف استهدف بطائرة مقاتلة أحد المقاهي بمخيم طولكرم شمالي الضفة.
استشهاد 18 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على مخيم طولكرم / صورة: AA (AA)

وقالت الحكومة في بيان: "نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية الأممية، بالتحرك العاجل لوضع حد لجرائم الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية".

وأوضحت أن "مجزرة مخيم طولكرم تؤكد أن إسرائيل تتعامل كقوة إجرام فوق القانون، وقد آن الأوان لأن يضع المجتمع الدولي حداً لهذه الجرائم المستمرة، التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً"، مؤكدة المضي في "جهودها لفضح جرائم الاحتلال دولياً وفي المحاكم الدولية، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتصاعدة".

في السياق، حمّل متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، "حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة البشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ".

وقال إنها "تأتي استمراراً للحرب الشاملة التي تشنها هذه الحكومة اليمينية (برئاسة بنيامين نتنياهو) بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، الأمر الذي جرّ المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار".

وأوضح أبو ردينة، أن "الإدارة الأمريكية تتحمل تبعات هذا العدوان المتواصل والمتصاعد ضد شعبنا منذ نحو عام، وعليها التدخل الفوري لوقف هذه المجازر الإسرائيلية، التي تدعمها بالسلاح والمال والغطاء السياسي".

من جانبها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في بيان، إلى "جعل الجمعة، يوماً للغضب والتصعيد والإضراب الشامل في نقاط التماس كافة، انتقاماً لأرواح شهداء مخيم طولكرم".

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، أدان من جانبه المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم طولكرم، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" مساء الخميس.

وقال فتوح، إن هذا "العدوان الدموي الإجرامي وإعدام المدنيين بدم بارد هو جريمة حرب وقتل جماعي وانتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ويؤكد مجدداً تصميم حكومة المتطرفين الإرهابية استهداف الأبرياء وإشباع غريزتها الإجرامية".

وطالب فتوح المجتمع الدولي باحترام القانون الدولي الإنساني و"التدخل فوراً لوقف هذا الانفلات لحكومة الإرهاب اليمينية ومحاسبة قادة حكومة الاحتلال الفاشية على جرائمها".

ومساء الخميس، استشهد 18 فلسطينياً وأصيب آخرون، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مقهى بمخيم طولكرم، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية.

بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان عقب المجزرة، إن طائرة مقاتلة نفذت غارة في طولكرم بالتعاون بين الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وادّعى أنه أجرى "تصفية مسؤول العمليات في حركة حماس بمدينة طولكرم".

وعن الغارة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه القصف الأول من نوعه الذي تشنّه مقاتلة إسرائيلية بالضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية عام 2000.

تأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد إسرائيلي واسع النطاق بالضفة الغربية المحتلة من جيش الاحتلال والمستوطنين، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة عن استشهاد 723 فلسطينياً، بينهم 160 طفلاً، وإصابة أكثر من 6 آلاف و200 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية.

وفي غزة، تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي كامل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع فقدان أكثر من 10 آلاف شخص، وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات