بعد علاج لـ6 أسابيع.. أسرة باكستانية تحتفل بانفصال توأمتيها في أنقرة
إثر عملية جراحية استمرت 14 ساعة وبمشاركة فريق من 60 شخصاً أجريت في يوليو/تموز الماضي في مستشفى بيلكنت بالعاصمة التركية أنقرة، ستحتفل التوأمتان الباكستانيتان الملتصقتان من الرأس بعيد ميلادهما الأول منفصلتين جنباً إلى جنب.
إثر عملية ناجحة لتوأمتيها بتركيا.. "فرحة الانفصال" تغمر أسرة باكستانية / صورة: AA (AA)

وُلدت التوأمتان ميرها ومينال في سبتمبر/أيلول 2023 ملتصقتي الرأسين في باكستان، ولم تتمكن أسرتهما من علاجهما هناك، فأطلقت نداء استغاثة لطلب المساعدة.

ولبى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا النداء، وجرى إحضارهما إلى العاصمة أنقرة في مايو/ أيار الماضي لإجراء العملية.

وفي 19 يوليو/تموز الماضي جرى فصل التوأمتين بعد أن أجرى جراح الأطفال المقيم في لندن نور أول أوسي جيلاني (بريطاني من أصول كشميرية) العملية على مرحلتين، بمشاركة جراحي الأطفال في مستشفى بيلكنت هارون دميرجي، والتجميل والترميم حسن مراد أرغاني (تركيان).

العملية تبادل معرفي

وفي حديث للأناضول قال المدير الطبي لمستشفى بيلكنت عزيز أحمد سورال، إن العملية "لم تكن مجرد جراحة، بل كانت أيضاً فرصة للتبادل المعرفي والخبرة بين الفرق الطبية"، معبراً عن "فخره بما أنجزه المستشفى والفريق الطبي".

وذكَّر سورال بأن "الطبيب جيلاني هو الجراح الذي أجرى عملية فصل توأمين تركيين في بريطانيا عام 2020 بدعم من الرئيس أردوغان وعقيلته".

وذكرت وزارة الصحة التركية في حسابها على منصة إكس، الخميس، أن هذه العملية "تعد الأولى التي يفصَل فيها توأمان ملتصقا الرأسين في تركيا".

من جانبه أشار رئيس مستشفى الأطفال في بيلكنت نامق ياشار أوزبك إلى أن التوأمتين "كانتا تواجهان صعوبات في الجلوس وتحريك أيديهما بسبب التصاقهما".

وقال أوزبك للأناضول: "بدأت الطفلتان الآن في استخدام أيديهما والتحكم في حركات رأسيهما، وخلال أيام ستحتفلان بعيد ميلادهما الأول منفصلتين".

عمليتا تجميل

وقال أرغاني: "وضعنا في الجلسة الأولى مادة مثل البالون يمكن توسيعها ببطء مع مرور الوقت دون الإضرار بالأنسجة، وهذا ساعد في زيادة الأنسجة بشكل تدريجي على مدى شهرين".

وأفاد بأنه بعد الجراحة "كان ينبغي تجنيب التوأمتين الاستلقاء على الأنسجة لتجنب مشاكل الدورة الدموية، لذلك وقف حراس عند رأسيهما في الأيام الأولى".

وعبَّر عن "فرحة الفريق الطبي بعد نجاح العملية" واصفاً تلك اللحظة بأنها "لحظة لا تُنسى".

العلاج الفيزيائي

من جانبه قال جراح الأطفال هارون دميرجي للأناضول، إن التوأمتين "لم تستطيعا استخدام الجزء الأيسر من جسميهما، لأن نقطة الالتصاق كانت على الجانب الأيسر لكلتيهما".

وذكر دميرجي، أن التوأمتَين "في البداية لم تشعرا بالراحة إلا عند وجودهما في الغرفة نفسها، ولكنهما تأقلمتا تدريجياً مع الوضع الجديد".

فرحة الوالدين

وأعرب والد التوأمتين ريحان علي عن "شكره العميق للرئيس التركي وفريق الأطباء التركي"، قائلاً: "عندما رأيت طفلتيّ منفصلتين شعرت بسعادة لا توصف، كان أمراً لا يُصدق".

وأضاف علي أنه بعد أن علم أن العملية لا تجرى في باكستان، تواصل مع الطبيب جيلاني في لندن وأرسل له جميع التقارير الطبية والفحوصات.

وأردف: "لم تكن لدينا الإمكانيات المالية لإجراء العملية، فاتصل الطبيب جيلاني بالرئيس أردوغان وشرح له وضعنا. فجرى اتخاذ الترتيبات اللازمة وجاؤوا بنا إلى تركيا".

من جانبها أعربت الأم نازيا بارفين عن "امتنانها للرئيس أردوغان وجميع الأطباء والعاملين في المجال الطبي". وقالت بارفين: "أنا سعيدة جداً، أطفالي الآن بصحة وحالة جيدة".


TRT عربي - وكالات