بعد تصريحات سموتريتش.. نتنياهو يدرج ضم الضفة الغربية إلى أجندة الحكومة
يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة إدراج قضية ضم الضفة الغربية المحتلة ضمن جدول أعمال حكومته بعد تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب مهامه رسمياً في يناير/كانون الثاني المقبل.
نتنياهو يدرج ضم الضفة الغربية إلى أجندة حكومته / صورة: AA (AA)

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء، إن نتنياهو "قال في محادثات في الأيام الأخيرة إنه عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".

وأشارت إلى أنه بذلك "ينضم نتنياهو إلى أصوات أخرى في الحكومة تنادي بهذه القضية".

والاثنين، توعد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش الاثنين، بضم إسرائيل في عام 2025 المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، قائلاً إنه يرى "فرصة" في عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.

وأكد سموتريتش، المسؤول أيضاً عن الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وبالتالي عن المستوطنات، أن "إقامة دولة فلسطينية من شأنه أن يعرّض وجود دولة إسرائيل للخطر".

وقال إن "الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا التهديد هي تطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات يهودا والسامرة"، مستخدماً الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وأعلن سموتريتش، وهو نفسه مستوطن، أن عام 2025 سيكون "عام السيادة في يهودا والسامرة" وأنه أصدر تعليماته للإدارة بتنظيم نفسها "لإعداد البنى التحتية اللازمة لتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية".

وقال: "ليس لديّ أدنى شك في أن الرئيس ترمب الذي أظهر شجاعة وتصميماً في قراراته خلال فترة ولايته الأولى، سيدعم دولة إسرائيل في هذه الخطوة".

تنديد فلسطيني وأوروبي

واعتبر متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تصريحات لسموتريش تتعلق ببسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية أنها "تقود المنطقة لانفجار شامل (..) وامتداد لحرب الإبادة والتهجير".

وأضاف أن تلك التصريحات "بمثابة تأكيد إسرائيلي للعالم أجمع أن المخطط الجديد للاحتلال سيركز على الضفة من أجل تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري وتكريس الاحتلال، وتتحدى المجتمع الدولي وقراراته وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق قرار محكمة العدل الدولية".

وأدانت حركة "حماس" تصريحات سموتريش التي يتوعد فيها بفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة خلال العام المقبل 2025، قائلة إن تلك المخططات "لن تزيد الوضع إلا توتراً وتصعيداً على المستويين الإقليمي والدولي".

وقالت الحركة في بيان: "ما أعلنه وزير المالية الإرهابي (بتسلئيل) سموتريتش اليوم عن مضيّه في تنفيذ خطة لبسط السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، يؤكد بشكل قاطع نيّات الاحتلال الاستعمارية، وإنكاره حقوق شعبنا الوطنية، ويدحض مزاعم الواهمين بتحقيق سلام وتعايش مع هذا الكيان النازي".

وأدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، تصريحات سموتريتش، جاء ذلك في منشور لبوريل على حسابه في منصة إكس الثلاثاء، تعليقاً على تصريحات أطلقها سموتريش، وقال بوريل إنه "يدين بشكل لا لبس فيه" تصريحات الوزير الإسرائيلي.

وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالاً عن 780 شهيداً، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.​​​​​​​

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتُواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

TRT عربي - وكالات