ونقلت الوكالة، أمس الثلاثاء، عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن "الرصيف الذي بناه الجيش الأمريكي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة ستجري إعادة تركيبه، الأربعاء، لاستخدامه لعدة أيام، ثم إزالته نهائياً".
وأشار المسؤولون إلى أن الهدف من الرصيف هو "إزالة المساعدات المتراكمة في قبرص (اليونانية) ونقلها إلى منطقة آمنة على شاطئ غزة"، وأضافوا أنه "بمجرد الانتهاء من ذلك، سيعمل الجيش على تفكيك الرصيف والمغادرة".
وذكرت الوكالة أن أكثر من 19.4 مليون رطل (8.6 مليون كيلوغرام) من المواد الغذائية وصلت إلى غزة عبر الرصيف العائم الذي تعرض للعرقلة بسبب أمواج عاتية وتوقف عمليات التسليم نتيجة التهديدات الأمنية المستمرة في غزة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن وفي 8 مارس/آذار الماضي، قرار إنشاء رصيف بحري مؤقت بزعم أنه سيستخدم لتوصيل الغذاء والمساعدات للفلسطينيين، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة على وصول المساعدات من المعابر البرية.
وأزالت القوات الأمريكية الرصيف في 28 يونيو/حزيران الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية ونقلته إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وعقب ذلك، علقت الأمم المتحدة عمليات تسليم المساعدات عبر الرصيف في 9 يونيو/حزيران، بعد يوم من استخدام جيش الاحتلال المنطقة المحيطة به في عمليات نقل جوي ضمن عملية إنقاذ محتجزين إسرائيليين أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينياً، وفق الوكالة.
وفي 10 يونيو/حزيران، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) استخدام إسرائيل للرصيف العائم خلال عمليتها لتحرير 4 من أسراها بمخيم النصيرات وسط القطاع، وهو الادعاء الذي ترفضه السلطات في قطاع غزة، كما قالت البنتاغون في أ كثر من مناسبة، إن الرصيف مجرد "مشروع مؤقت مصمم لحث إسرائيل على السماح بتدفق المساعدات بشكل أفضل عبر الطرق البرية".
جدير بالذكر أن الرصيف تعرض لأضرار بسبب رياح وأمواج عاتية ضربته في 25 مايو/أيار الماضي، بعد أكثر من أسبوع من بدء تشغيله، لتجري إزالته لإجراء بعض الإصلاحات، وفي 7 يونيو/حزيران الماضي، أُعيد تركيبه واستخدامه لنحو أسبوع ثم أُزيل مرة أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية في 14 يونيو/حزيران، وبعد أيام، أُعيد تركيبه، لكن الأمواج العاتية أجبرت القوات الأمريكية على إزالته للمرة الثالثة في 28 يونيو/حزيران، ليُعاد تركيبه مجدداً اليوم الأربعاء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.