برلين تصر على توفير السلاح لإسرائيل و"البديل من أجل ألمانيا" ينتقد
أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، في كلمة له أمام البرلمان الأربعاء، مرة أخرى أنهم سيواصلون "تقديم الدعم بالأسلحة والذخيرة لإسرائيل"، مبرراً ذلك بالقول إنهم يريدون "جعل إسرائيل دولة يمكنها دائماً الدفاع عن نفسها".
برلين تصر على توفير السلاح لإسرائيل وحزب "البديل من أجل ألمانيا" ينتقد بشدة دعم بلاده لتل أبيب بالأسلحة / صورة: AFP (AFP)

وأضاف: "هذا السبب وراء توفيرنا الأسلحة والذخيرة لإسرائيل في الماضي. ونواصل عمليات التسليم الآن، وسنستمر في ذلك في المستقبل، ويمكن لإسرائيل دائماً أن تثق بذلك". واستدرك شولتز، بالإشارة إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضرورة الالتزام دائماً بقواعد القانون الدولي، ووجود منظور من شأنه أن يؤدي إلى حل الدولتين.

وفيما يخص الشهداء الفلسطينيين جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة، أفاد شولتز: "من المهم جداً أن نشارك آلام جميع ضحايا القنابل والدمار. الإنسانية تطلب منا ذلك". كما حذر شولتز إيران قائلاً: "إن مهاجمة إيران لإسرائيل بالصواريخ أمر غير مقبول. هذا لا ينبغي أن يحدث. ولا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. إيران تلعب بالنار، وهذا يجب أن يتوقف".

في سياق متصل، انتقد رئيس كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في البوندستاغ، تينو كروبالا، بشدة الدعم الذي يقدمه المستشار الألماني أولاف شولتس، لإسرائيل بالأسلحة والذخائر. وقال كروبالا خلال كلمة ألقاها الأربعاء البوندستاغ: "إن شحنات الأسلحة التي تقدمها برلين لإسرائيل تعني قبولها بجميع الخسائر المدنية من الجانبين".

وأضاف مسؤول الحزب الشعبوي اليميني: "إنكم تصبّون الزيت على النار بدلاً من المساهمة في خفض التوتر". وأشار كروبالا إلى أن الحكومة الألمانية تعتقد أنها تستطيع حل الصراعات في الشرق الأوسط من خلال شحنات الأسلحة، مطالباً بعدم تزويد أي من الأطراف المتصارعة بالأسلحة الألمانية.

وشدد على ضرورة حماية شعوب المنطقة، وأن الوقت قد حان للحديث مع الحكومة الإسرائيلية بطريقة نقدية وموضوعية. وأوضح أن الهدف المشترك في المنطقة يجب أن يكون السلام وحل الدولتين، لافتاً إلى أن الهجوم على قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) يُظهر مرة أخرى أن الوضع خرج عن السيطرة.

ومساء الأربعاء، اتهمت حركة حماس الحكومة الألمانية بتقديم غطاء لإسرائيل لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بقطاع غزة، بعد تصريحات مثيرة للجدل لوزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك.

وفي كلمة أمام الجمعية الاتحادية الألمانية في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمناسبة الذكرى الأولى لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، قالت بيربوك إن "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أن "حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس".

وتعقيباً على ذلك، قالت حماس عبر بيان، إن "هذا التصريح الوقح (من بيربوك) يُعد خرقاً فاضحاً وانتهاكاً صريحاً لاتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية، واعترافاً واضحاً وصريحاً بالمشاركة في دعم الاحتلال في عدوانه المتواصل".

وسبق أن نفت حماس مراراً وتكراراً المزاعم التي تروجها إسرائيل بشأن ارتكابها مجازر بمنشآت مدنية تؤوي النازحين بذريعة ملاحقة عناصر من الحركة الفلسطينية.

وتعد ألمانيا ثاني مصدر للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وزادت مبيعاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بعدما نفت مراراً تعليق تراخيص أي صادرات أسلحة جديدة إلى إسرائيل. ففي 18 سبتمبر/أيلول الماضي، قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية: "لا يوجد موافقة على وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، ولن يكون هناك توقف".

وحسب وكالة الأنباء الألمانية، كشفت وزارة الاقتصاد، أن قيمة الأسلحة الألمانية التي أصدرت برلين تصاريح بتصديرها إلى إسرائيل، حتى الأحد الماضي، وصلت إلى 45.74 مليون يورو. وفي التقرير الذي أعدته الوزارة، جرى تأكيد مرة أخرى أنه "لا يوجد حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، سيباستيان فيشر، في بيان، الاثنين: "لا نرى أي مؤشرات على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة" على حد زعمه.

TRT عربي - وكالات