بالأرقام والمراحل.. تفاصيل الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل في غزة
يترقب العالم في الساعات القادمة إعلاناً عن التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد إبادة إسرائيلية مستمرة منذ 466 يوماً، وفيما يلي أهم خطوات وبنود الاتفاق المحتمل.
محتجزون إسرائيليون أفرجت عنهم حركة حماس في صفقة تبادل نوفمبر/تشرين الثاني 2023 / صورة: AA (AA)

بعد الاتفاق على المسودة النهائية للصفقة، سيُعرض الاتفاق على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) وعلى الحكومة الموسعة أيضاً للتصديق عليه، من دون استبعاد عرضه أيضاً على البرلمان (الكنيست).

وحال التصديق على الاتفاق، تعرض وزارة العدل الإسرائيلية ومصلحة السجون أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم من أجل إفساح المجال أمام تقديم الاعتراضات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، التي غالباً ما ترفض الاعتراضات كما حدث في الماضي.

وعقب إقرار الأسماء، يصدق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، على منح العفو للأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد والأحكام العالية.

ولا تتضمن هذه أسماء جميع الأسرى الذين سيشملهم الاتفاق، باعتبار أن الاتفاق سيجري على مراحل.

اتفاق على 3 مراحل

يتضمن الاتفاق 3 مراحل يستمر كل منها 42 يوماً، ولكن إسرائيل تريد قصرها على مرحلتين في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق مسودة للاتفاق.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق التي تسمى "المرحلة الإنسانية"، 42 يوماً، ومن المتوقع خلالها إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً، أحياء وأمواتاً، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، على أن ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة.

وحسب الاتفاق، فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستجري في اليوم السابع من وقف إطلاق النار.

كما سيُفرج مقابل كل مجندة إسرائيلية عن 50 أسيراً فلسطينياً، منهم 30 محكوماً بالسجن المؤبد، و20 محكوماً بالسجن لفترات طويلة.

ومقابل كل إسرائيلي امرأة أو مسن، سيطلق سراح 30 أسيراً فلسطينياً من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.

أما المرحلة الثانية التي ستبدأ في اليوم الـ16 من بدء الاتفاق، فستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع المحتجزين في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود.

ويتعين التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق. بينما تتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد وتشمل خطط إعادة إعمار القطاع.

وقف إطلاق النار في غزة

بدءاً من اليوم الأول من الاتفاق، يدخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وينسحب جيش الاحتلال إلى خارج المناطق السكنية الفلسطينية بمحاذاة الحدود، ويتوقف نشاط الطائرات المسيرة لمدة 10 ساعات يومياً و12 ساعة في أيام تبادل الأسرى والمحتجزين.

ويبدأ الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة، بما في ذلك الانسحاب من ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن باقي أنحاء القطاع، والانسحاب كذلك من ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، سيُعلن عن عودة الهدوء المستدام، ما يعني وقفاً دائماً للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.

الأسرى الفلسطينيون

في المرحلة الأولى من الاتفاق، سيطلق سراح 30 أسيراً فلسطينياً مقابل كل محتجز إسرائيلي مدني. وبمقابل كل جندي إسرائيلي يطلق سراحه في المرحلة الأولى، سيطلق سراح 50 أسيراً فلسطينياً، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.

وبهذا الخصوص، تطالب إسرائيل بعدم إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية المحتلة، علما بأنه في صفقة عام 2011، جرى إطلاق عدد من المحكومين بالسجن المؤبد إلى قطاع غزة والخارج.

وتشمل المرحلة الأولى الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقاً وعددهم 47 فلسطينياً. وسيجري التفاوض لاحقاً على عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم مقابل الجنود الذين سيجري إطلاقهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وبموجب الاتفاق، لن يجري اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مرة أخرى بالتهم نفسها التي اعتقلوا بسببها سابقاً.

مساعدات غزة وعودة النازحين

بدءاً من اليوم الأول من الاتفاق، سيبدأ الإدخال المكثف للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة يومياً على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 شاحنة لشمال قطاع غزة.

وسيستمر ذلك طوال فترة المراحل الثلاث للاتفاق، على أن تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى، أعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة.

وسيسمح بدءاً من اليوم الأول للاتفاق، لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع. كما سيسمح بحرية تنقل للسكان في جميع مناطق القطاع.

وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تبدأ عملية إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق قطاع غزة.

كما يجري إدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني، ولإزالة الركام والأنقاض. وستدخل المتطلبات اللازمة لإنشاء مراكز إيواء للنازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بعدد لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة.

كما تشمل العملية إعادة إعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية المدمرة.

تعد كل من قطر ومصر والولايات المتحدة، الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس، إذ قادت تلك الدول على مدار الأسابيع الماضية، جهوداً مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات