وأضافت الصحيفة: "يدّعي الجيش أنه سيكون قادراً على تجنيد 3 آلاف من اليهود المتدينين اعتباراً من أغسطس/آب الماضي، ولكن في عام التجنيد السابق، جُنِّد 1200 فقط من أصل نحو 13 ألف مرشح للخدمة العسكرية".
وفي يوليو/تموز الماضي، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على شروع الجيش في تجنيد الحريديم بسبب ما وصفها بـ"الاحتياجات العملياتية"، وفق ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت آنذاك.
وكان من المفترض أن يجري في المرحلة الأولى خلال عام 2024 تجنيد 3 آلاف شاب من الحريديم، مع وجود مخطط لتجنيد 4 آلاف و800 في كلٍّ من 2025 و2026، لكنَّ أعداداً قليلة جداً منهم استجابت لأوامر التجنيد.
وتابعت الصحيفة: "يدرك الجيش الإسرائيلي أنه بهذه الأرقام لن يحقق الهدف حتى لو أصدر أوامر إلى 9 آلاف من اليهود المتدينين كما هو مخطط له، وبالتالي يوصي بزيادة الحصة بعدة آلاف"، مشيرةً إلى أنه بتلك المعطيات "يواجه الجيش نقصاً كبيراً في الجنود".
وذكرت أنه إضافةً إلى النقص في تجنيد المتدينين اليهود فإن هناك ارتفاعاً في أعداد الإسرائيليين الذين يحصلون على إعفاء من التجنيد لأسباب مختلفة.
وقالت: "في السنوات الأخيرة، 33%، أي واحد من كل 3 رجال مطلوببن للتجنيد (لا يشمل الجمهور العربي)، لم يصلوا إلى مكاتب التجنيد، و15% تركوا الخدمة، فيما قفز عدد المستفيدين من الإعفاء لأسباب طبية أو عقلية من 4% إلى 8% قبل التجنيد وفي أثناء الخدمة، وهذا هو شرط التسريح الأكثر شيوعاً".
بدورها، قالت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية: "يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى آلاف الجنود"، مبينةً أنه "منذ بداية الحرب، قُتل نحو 780 جندياً، نصفهم تقريباً منذ بداية المناورة البرية في غزة، التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وتابعت: "ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أُصيب نحو 12 ألف جندي ومجندة، ونسبة الإصابات مذهلة، فكل شهر يضاف المزيد، وفي المتوسط نحو ألف جريح جديد على الجبهتين الجنوبية (غزة) والشمالية (لبنان)، لن يعود كثير منهم إلى القتال".
وأردفت: "ولا توجد نهاية في الأفق لهذا الجحيم، ويستمر الشباب الحريديم في التهرب، معلنين أنهم سيموتون ولن يُجنَّدوا".
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون بالجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة، ويرون أن الاندماج في العالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وحالياً، يتمكن الحريديم عند بلوغ 18 عاماً (سن الالتحاق بالخدمة في إسرائيل) من تجنب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاماً حالياً).
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعد حزبي شاس ويهدوت هتوراه، اليمينيين الدينيين بإقرار قانون يُعفي الحريديم من الخدمة العسكرية، وذلك للحيلولة دون انسحابهم من حكومته وتفكيكها.