الخميس 24 فبراير/شباط أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية تهدف إلى "نزع السلاح" من أوكرانيا، بينما اجتمع مجلس الأمن الدولي لإيجاد مخرج من الأزمة.
قبل ذلك بقليل أكدت موسكو أن الانفصاليين الموالين لروسيا طلبوا مساعدتها لـ"صد عدوان" الجيش الأوكراني.
ولتبرير هذا التدخل استند الكرملين إلى "المادة 51 من الجزء 7 من ميثاق الأمم المتحدة" التي تتعلق بحق الدفاع عن النفس.
ما المادة 51
تنص المادة 51 من الجزء السابع من ميثاق الأمم المتحدة على أنه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس -بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه".
إساءة استخدام المادة
وتشير صحيفة لافيغارو في تقرير لها إلى أنه جرى استخدام هذه المادة من قبل للتدخل في مالي، عندما طلبت فرنسا من السلطات في باماكو إرسال رسالة رئاسية تطلب المساعدة. وهكذا تمكنت باريس من التدخل بموجب المادة 51 من الميثاق بموافقة مجلس الأمن.
عام 2015 أشار مانويل فالس رئيس وزراء فرنسا السابق، في حديثه حول قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا: "نحتاج إلى تحديد جهاز داعش وتحديد موقعه بشكل أفضل حتى نتمكن من ضربه على الأراضي السورية وبالتالي ممارسة [...] دفاعنا عن النفس، مثل المنصوص عليها في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
ولتوضيح الجونب الغامضة للمادة 51 أنشأ كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة مجموعة عمل عام 2004 أصدرت تقرير "عالم أكثر أماناً: عملنا المشترك".
ويمكن أن يكون الجزء الثالث منها ينطبق على الحالة الأوكرانية: "تقليدياً (...) يمكن للدولة المهددة أن تشن عملية عسكرية شريطة أن يكون العدوان وشيكاً، وألا توجد طريقة أخرى لتجنب التهديد وأن يكون التدخل العسكري متناسباً".
ومع ذلك "تنشأ المشكلة في الحالة التي يجري فيها تقديم التهديد المعني، من دون أن يكون وشيكاً، باعتباره تهديداً حقيقياً، على سبيل المثال في حالة الحصول، بقصد عدائي، على وسائل تصنيع أسلحة نووية".
في خطابه يوم الاثنين الماضي قال الرئيس الروسي إن أوكرانيا تريد الحصول على القنبلة الذرية، مضيفاً: "الشيء الوحيد المفقود هو نظام تخصيب اليورانيوم. لكن هذا سؤال تقني، وبالنسبة إلى أوكرانيا ليست مشكلة مستعصية على الحل".
وأشار بوتين إلى أن كييف "أرادت حتى تطوير صواريخ يمكن أن تسقط على موسكو"، وهو ما استخدمه ذريعة للتدخل العسكري في أوكرانيا.