الضفة.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي ويعتقل فلسطينيين وسط اقتحامات للأقصى
أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بمناسبة ما يسمى "عيد العرش" اليهودي، فيما ​​​​​​​اعتقلت 18 فلسطينياً على الأقل، خلال حملة دهم واقتحامات في الضفة.
قوات الاحتلال تمنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول لقطف الزيتون في برقة / صورة: Reuters (Reuters)

وقال غسان الرجبي، مدير دائرة أوقاف الخليل في تصريحات، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المسجد الإبراهيمي، اليوم (الاثنين) وغداً الثلاثاء، بحجة الاحتفال بـ(عيد العرش)".

وأضاف الرجبي أن "الاحتلال وعقب إغلاق المسجد الإبراهيمي يزيل السجاد، ويفتح كل أقسام الحرم أمام المستوطنين، ويقيم حفلات صاخبة وصلوات تلمودية داخل المسجد الإبراهيمي". وندَّد بالإجراءات الإسرائيلية، قائلاً: "المسجد الإبراهيمي وقْفٌ إسلامي خالص ولا حق لليهود فيه".

في السياق، اقتحم مستوطنون منطقة الكرمل الأثرية في بلدة يطا، جنوب مدينة الخليل لأداء طقوس تلمودية، فيما أُصيب عدد من المزارعين والمتضامنين بالاختناق بالغاز السام، خلال مهاجمتهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أراضي بيت ليد شرق طولكرم.

اقتحام الأقصى

في غضون ذلك، اقتحم مئات المستوطنين، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وأدّوا طقوساً تلمودية علنية، في باحاته، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن أكثر من 1000 مستوطن اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية، في خامس أيام "عيد العرش" اليهودي، وأدوا طقوساً تلمودية علنية في باحاته.

وأدى عشرات المستعمرين طقوساً تلمودية جماعية عند أبواب المسجد الأقصى، ونفخوا في البوق عند باب القطانين، وأدخلوا "القرابين النباتية"، ونفَّذوا جولات استفزازية في أسواق البلدة القديمة وقبالة أبواب المسجد الأقصى.

وبالتزامن مع ذلك، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من القدس، وأغلقت الطريق المؤدي إلى باب المغاربة من باب الأسباط، ونصب الحواجز العسكرية، وعرقلت وصول الأهالي إلى المسجد الأقصى، لتأمين اقتحام المستوطنين.

إصابتان برصاص الاحتلال

في السياق، أُصيب مواطنان بالرصاص الحي، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية دير أبو مشعل، شمال رام الله، وعقب مداهمة عدد من منازل المواطنين في القرية.

وأفادت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال القرية، أُطلقت خلالها قنابل الغاز السام والرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي في القدم.

اعتقالات في عدة مناطق

يأتي ذلك، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال، حيث اعتقل على الأقل 18 فلسطينياً بينهم طفلان وأسرى سابقون، مساء الأحد وصباح الاثنين، في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي)، في بيان مشترك إن "الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، ترافقها تهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين".

وأوضح البيان أن عمليات التحقيق الميداني تصاعدت مؤخراً بشكل كبير في المحافظات كافة، وطالت المئات من الشبان، موضحاً أن حصيلة المعتقلين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت 11 ألفاً و400 فلسطيني من الضّفة بما فيها القدس.

وبموازاة حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسَّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، كما صعَّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 759 فلسطينياً، وإصابة نحو 6 آلاف و250، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبدعم أمريكي، خلَّفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 142 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.​​​​​​​​​​​​​​

TRT عربي - وكالات