السعودية تستضيف قمة مصغرة لبحث خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير
يجتمع عدد من القادة العرب في السعودية غداً الجمعة في قمة عربية مصغرة، لبحث خطة مضادة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القاضية بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
القادة العرب يناقشون خطة إعادة إعمار غزة بديلة لخطة ترمب / صورة: AA (AA)

وأفاد مصدر مقرّب من الحكومة السعودية وكالة الصحافة الفرنسية أنّ القادة العرب سيناقشون "خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترمب بشأن غزة"، وقال إنه ستكون على الطاولة "نسخة من الخطة المصرية".

وكان مقرراً أن يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن القمة في الرياض الخميس، لكنها أرجئت ليوم واحد، وتوسّعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.

وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني قال الثلاثاء الماضي لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردّاً على خطة ترمب، مشيراً إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض.

ولم تعلن مصر بعد رسمياً تفاصيل خطتها. لكن دبلوماسياً مصرياً سابقاً تحدّث عن خطة من "ثلاث مراحل تنفّذ على فترة من ثلاث إلى خمس سنوات".

وتشكّل إعادة الإعمار وتمويلها مسألة حساسة في القمة، وخصوصاً مع استخدام ترمب حجة صعوبة الإعمار بسبب الدمار الهائل، مبرّراً لإبعاد سكانه حتى إعادة تأهيله.

وأوضح السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مركز بحثي مقره القاهرة وعلى صلات قوية بدوائر صنع القرار المصرية، أنّ "المرحلة الأولى هي مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر ستة أشهر".

وتشمل هذه المرحلة "إدخال معدات ثقيلة لإزالة الركام، ويجري تحديد ثلاث مناطق آمنة داخل القطاع يمكن نقل الفلسطينيين إليها".

وسيجري توفير منازل متنقلة مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية خلال هذه المرحلة، بحسب حجازي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري.

وأضاف: "المرحلة الثانية (...) تتطلّب عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار التي ستحصل مع بقاء السكان على الأرض".

كما تتضمن "إعادة تدوير الأنقاض لاستخدامها جزءاً من خرسانة البناء، وتشمل البدء في أعمال البنية التحتية... ثم بناء الوحدات السكنية وتوفير الخدمات التعليمية والصحية".

وأفاد تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء بأن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 ملياراً خلال الأعوام الثلاثة الأولى.

وتتضمن المرحلة الثالثة من الخطة المصرية، وفق حجازي، "إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين وحتى يكون هناك ضوء في نهاية النفق وحافز للتهدئة المستدامة".

ويعتقد كريم أنّ تبنّي هذه الخطة بحاجة إلى "درجة من الوحدة العربية غير المسبوقة". ويتابع "الثقل السياسي للعالم العربي بأكمله ضروري لخلق بيئة يمكن فيها تحمّل أي ضغط أمريكي".

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروّج ترمب، لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وتعمل مصر على بلورة وطرح خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير.

TRT عربي - وكالات