واستطاع الفيلم تسليط الضوء على الأعمال الإرهابية والعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين منذ عرضه الأول في إسطنبول. كما جرى بث الفيلم في وقت واحد على 6 قنوات محلية مختلفة لشبكة TRT الأسبوع الماضي.
وبعد العرض الأول في سينما أطلس بإسطنبول في 24 أغسطس/آب، أصبح الفيلم الوثائقي "الخلاص المقدس" ضيف المهرجان في سراييفو، وجرى ترشيحه لجوائز تحت عنوانين مختلفين.
يسلِّط الفيلم الوثائقي، الذي أُنتج في ظل ظروف صعبة، الضوء على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من منظور غير مسبوق، وتعقيدات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وصُوّر "الخلاص المقدس" بإخراج وإنتاج خوسيه كارلوس سواريس وتانغو شاهين وأسليهان إيكر جاكماك، بعد شهرين من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتمكن الفريق من تنفيذ عملية تسلل صعبة في وسط مجموعات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة لإكمال الفيلم الوثائقي.
وفي حين أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ نحو عام، أنتجت TRT World فيلماً وثائقياً يلفت الانتباه إلى الجبهة الثانية لهذه الإبادة الجماعية في الضفة الغربية المحتلة، حيث سرقة المستوطنين الإسرائيليين للأراضي، وكشف الحقائق بعيون الشهود والجناة.
وبفضل الصور التي حصل عليها الوثائقي من خلال دخول البؤر الاستيطانية، حيث يجري تدريب المجموعة المتطرفة المسماة "شباب التلال"، التي تعرِّفها الصحافة الإسرائيلية بـ"داعش الإسرائيلية"، كُشفت تفاصيل هذه العملية بكل تفاصيلها لأول مرة.
تكشف المقابلات التي أُجريت مع نشطاء إسرائيليين وجنود إسرائيليين سابقين وقادة مستوطنين متطرفين وأعضاء في البرلمان الإسرائيلي، عن استراتيجيات إسرائيل في تهجير الفلسطينيين والسرقة المنهجية للأراضي. ويوضح الوثائقي كيف يجري إنشاء المستوطنات غير القانونية وتدمير منازل الفلسطينيين.
الفيلم حصل على إشادة لجنة التحكيم والمشاركين في المهرجان بفضل قوة رسالة الفيلم وكونه صوتاً حقيقياً يخبر العالم عن الإبادة الجماعية في فلسطين.
وعقب حضوره العرض الخاص بالفيلم، قال نائب المدير العام لشبكة TRT ومسؤول قنوات البث الدولية، عمر فاروق تانريفردي: "من خلال عرض فيلمنا الوثائقي في سراييفو، أكدنا أن إبادة جماعية أخرى تحدث أمام أعين العالم على هذه الأراضي حيث لا يزال ألم سربرنيتسا حياً".
وأضاف: "في 53 دقيقة كشفنا عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 75 عاماً وصوّرنا بوضوح وحشية المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين في فلسطين".
وأكد أن "هذه الجائزة ذات معنى أكبر بالنسبة لنا من جائزة إيمي التي تلقيناها مؤخراً لأن هدفنا هو خلق وعي عالمي بالإبادة الجماعية في فلسطين من خلال فيلمنا الوثائقي. بصفتنا TRT World، دعمنا النضال الفلسطيني بثبات وفيلم (الخلاص المقدس) هو نتيجة لتلك الجهود".
ومن المقرر اعتباراً من غداً الأربعاء، عرض فيلم "الخلاص المقدس" على مختلف قنوات TRT الدولية والمنصات الرقمية، لمحاولة توجيه التركيز في العالم نحو ما يحدث من إبادة جماعية في فلسطين.