الخارجية السودانية تتهم "الدعم السريع" بقتل 433 مدنياً بولاية النيل الأبيض
اتهمت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة بشعة" خلال الأيام الماضية راح ضحيتها 433 مدنياً بينهم أطفال رضع، في قرى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد.
الخارجية السودانية تتهم قوات الدعم السريع بقتل أكثر من 400 مدني في ولاية النيل الأبيض / صورة: Reuters (Reuters)

وقالت الوزارة في بيان، إن "ميليشيا الدعم السريع لجأت إلى أسلوبها المعتاد في الانتقام من المدنيين العزل في القرى والبلدات الصغيرة بعد أن تعرضت لهزائم متلاحقة من الجيش السوداني".

ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش في ولايتَي الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غرباً لإقليم دارفور (5 ولايات)، وتسيطر القوات شبه العسكرية على 4 ولايات فيه، فيما لم تمتد الحرب إلى شمال البلاد وشرقها.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري، شمالاً، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان، غرباً، و60% من عمق مدينة الخرطوم، التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي اللذين تكاد تحاصرهما قوات الجيش، فيما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرقي المدينة وجنوبها.

وجددت الخارجية السودانية مطالبتها بموقف دولي حاسم "من ملييشيا الدعم السريع وراعيتها ومسانديها (دون تحديدهم)، لأن جرائمها تفوق ما ارتكبته جماعات الإرهاب الدولي المعروفة".

وأكدت أن "هذه المجزرة الشنيعة تجعل كل من يشارك الميليشيا (الدعم السريع) أو يساندها في تحركها الدعائي المزمع باسم (توقيع ميثاق سياسي) الذي تشرف عليه راعيتها الإقليمية ومن يأتمرون بأمرها في المنطقة، شركاء لها في جرائمها وفظائعها ضد الشعب السوداني".

وفي وقت سابق الثلاثاء، انطلقت في العاصمة الكينية نيروبي اجتماعات ما يسمى "مؤتمر تحالف السودان التأسيسي" المؤيد لتشكيل حكومة موازية لسلطات البلاد.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات عدد من قادة الحركات المسلحة وقوى سياسية بينها رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة، إلى جانب نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، ورئيس "الحركة الشعبية/ شمال" عبد العزيز الحلو.

والمؤيدون لتشكيل حكومة موازية هم عدد من القوى السياسية والمدنية، انقسمت من تحالف "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)"، وتضم معظم الأجسام المكونة من "الجبهة الثورية" من الحركات المسلحة الموقِّعة على اتفاق سلام جوبا 2020، بجانب "الحزب الاتحادي/ الأصل" بقيادة الحسن الميرغني.

وفي 10 فبراير/شباط الجاري، أعلنت "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية" أكبر تحالف مدني معارض في السودان، رسمياً عن انقسامها إلى مجموعتين إحداهما تؤيد إقامة حكومة موازية وأخرى ترفض ذلك.

ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

TRT عربي - وكالات