البرهان يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تصنيف قوات الدعم السريع مليشيا إرهابية
دعا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أمس الخميس في كلمته خلال اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلى تصنيف قوات الدعم السريع "مليشيا إرهابية"، استناداً إلى ما وصفه بـ"جرائمها المرتكَبة بحق الشعب السوداني".
البرهان يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تصنيف قوات الدعم السريع مليشيا إرهابية / صورة: Reuters (Reuters)

وقال البرهان: "تدركون حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له بلدي السودان جراء حرب شنّتها مجموعة تمردت على الدولة بدعم سياسي ولوجستي محلي إقليمي".

وأضاف: "وتابعتم حجم الجرائم والفظائع والانتهاكات التي ارتكبتها تلك المجموعة المتمردة ضد الشعب السوداني وكيان الدولة السودانية، إذ بدأت هذه الحرب بمحاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وسرعان ما تغيرت إلى حرب شاملة ضد الشعب السوداني ودولته".

واعتبر البرهان أن قوات الدعم السريع "تستحق من خلال ما رُصد لها من جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وإبادة جماعية أن تُصنَّف جماعة إرهابية"، وأضاف: "بكل أسف، تجد هذه المليشيا الدعم والمساندة من دول في الإقليم (لم يذكرها) تمدّهم بالمال والمرتزقة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في تحدٍّ صارخ للقانون والإرادة الدولية".

كما اتّهم البرهان قوات الدعم السريع بأنها "تتحدى القوانين والالتزامات الدولية بلا اكتراث بالعواقب".

وتساءل عن عدم اتخاذ "المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها رغم كل ما ذكرت، وشاهد العالم من ارتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية".

وأكد أن حكومة السودان "ماضية بعزم في سياستها لتسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية".

وأضاف: "إننا أمام تَحدٍّ كبير، وهذه المنظمة الأممية يجب أن تضطلع بمسؤولياتها في حماية الدول النامية من أطماع الدول التي ما زالت تعتقد أنها ستتحكم في مقدَّرات الشعوب بما تملكه من قوة أو مال، ونقول لهم إن الشعوب إرادتها أقوى من كل ذلك، وستنتصر إرادتها".

وبشأن فرص إنهاء الحرب في السودان، لفت البرهان إلى أن خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم، بالقول: "أولاً يجب أن تنتهي العمليات القتالية، ولن يحدث ذلك إلا بانسحاب المليشيا المتمردة من المناطق التي احتلتها وتجميعهم في مناطق محددة وتجريدهم من السلاح".

وتابع البرهان: "(ثانياً) يعقب ذلك عملية سياسية شاملة تعيد مسار الانتقال السياسي الديمقراطي ووضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب والانقلابات العسكرية" على حد قوله.

وأكّد البرهان التزام الجيش السوداني الذي يتولى قيادته، المساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الانتقال إلى الحكم المدني، ما تعهد به.

وشدّد على أن "حكومة السودان مستعدة للانخراط في أي مبادرة تنهي هذه الحرب متى كانت هذه المبادرة تدعم الملكية الوطنية للحلّ وتنهي احتلال المليشيا المتمردة للمناطق المختلفة، كخطوة أولى ضرورية لاستعادة المسار الديمقراطي".

وحتى الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش، لم يصدر من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تعقيب على كلمة قائد الجيش البرهان، إذ يخوض الطرفان حرباً منذ ما يقرب من عام ونصف، خلّفَت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفاً و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

TRT عربي - وكالات