الاحتلال يعتقل العشرات بالضفة.. ومستوطنون يعتدون على رعاة فلسطينيين
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 30 فلسطينياً، مساء الاثنين وفجر الثلاثاء، بينهم 3 سيدات وصحفي ومعتقلون سابقون، من مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، فيما اعتدى مستوطنون مسلحون، على رعاة فلسطينيين ومنعوهم من الوصول إلى مراعيهم في الأغوار الشمالية.
الضفة.. اعتداءات للمستوطنين واقتحامات لجيش الاحتلال الإسرائيلي. / صورة: AA (AA)

وذكر بيان مشترك صادر عن هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي) الثلاثاء أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ مساء الاثنين 30 فلسطينياً على الأقل من الضفة، بينهم 3 سيدات وصحفي ومعتقلون سابقون".

وأوضح البيان أن "من بين المعتقلين عبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير القائد أحمد سعدات، وتحرير جابر، وطالبة الإعلام في جامعة بيرزيت دعاء القاضي، بالإضافة إلى الصحفي قتيبة حمدان".

وقال البيان إن "عمليات الاعتقال توزعت في غالبية محافظات الضفة"، وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، خلال حملات الاعتقال، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب وتدمير المنازل".

في السياق شن مستوطنون إسرائيليون، الاثنين، هجمات استهدفت تجمعات فلسطينية في الضفة الغربية، حيث تعرّض مواطن فلسطيني لإطلاق نار من قِبل مستوطنين في قرية سوسيا جنوبي مدينة الخليل، وفق ما صرح به رئيس المجلس المحلي للقرية جهاد نواجعة. وأضاف نواجعة: "مستوطنون أطلقوا النار على أحد سكان التجمع السكني فيما كان قرب منزله، ما دفعه إلى الهروب مئات الأمتار خشية إصابته بالرصاص".

وجنوبي الخليل أيضاً قالت مديرة مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة، مها أحمد، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المدرسة نهاراً خلال ساعات دوام الطلبة. وأضافت: "الجنود انتشروا في محيط المدرسة وأجبرونا على فتح بوابتها، وصادروا مركبة إحدى المعلمات، ما أثار أجواء رعب بين الطلبة".

وفي وقت سابق الاثنين، أصيب 7 فلسطينيين واعتُقل شخصان أحدهما متضامن إسرائيلي، بعد إقدام مستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مدرسة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة.

من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إنّ مواطنة تعرضت، مساء الاثنين، لاعتداء المستوطنين في نفس التجمع السكني في قرية سوسيا. وذكرت أن مستوطنين اعتدوا على عدد من المواطنين بالضرب وأن "الاعتداء أسفر عن إصابة مواطنة من عائلة أبو ملش بجروح ورضوض، نُقلت على إثرها إلى المستشفى، ووُصفت حالتها بالمتوسطة".

وشرق مسافر يطا، أشارت وفا إلى "استيلاء قوات إسرائيلية على عدد من المركبات في منطقة الفخاري بقرية الكرمل واعتقلت المواطن محمد الهريني في أثناء محاولته التصدي للمستعمرين الذين حاولوا الاستيلاء على أرضه". كما اعتقلت القوات المواطن حاتم مخامرة، واستولت على جراره الزراعي، بعدما اعتدت عليه وعلى نجله علي، قرب مدخل الكرمل-التوانة في مسافر يطا، وفق وفا.

وفي قرية العَلَقة جنوبي الخليل قال شهود عيان إن جيش الاحتلال "اقتحم منزلاً وصادر مركبة واعتدى على سكانه بحجة تصويرهم الجنود خلال الاقتحام".

أما شمالي الضفة فذكرت وفا أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين اقتحموا، مساء الاثنين، قرية عاطوف بالأغوار الشمالية، واستولوا على جرافة". وفي محافظة نابلس قالت الوكالة إنّ مستوطنين اقتحموا أراضي في بلدة بيتا جنوبي المدينة "بحماية جنود الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون تسجيل إصابات".

في حين قال شهود عيان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم بلدة يَعبَد جنوب مدينة جنين، وانتشر في أحيائها "وسط تحليق لطائرات مسيّرة تابعة له". وأشار الشهود إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الجيش النار والقنابل الغازية، دون أن تبلغ أي جهة مختصة عن وجود إصابات.

واعتدى مستوطنون مسلحون على رعاة فلسطينيين ومنعوهم من الوصول إلى مراعيهم في الأغوار الشمالية شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة.

وقال الناشط في هيئة مقاومة الاستيطان أيمن غريب إنّ مجموعة من المستوطنين المسلحين اعتدوا على رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة المالح بالأغوار الشمالية ومنعوهم من الوصول إلى المراعي. وأشار إلى أن المستوطنين يهدفون إلى قطع الطريق على السكان الفلسطينيين ومنعهم من استغلال مواردهم الطبيعية للتضييق عليهم ودفعهم إلى الرحيل. وأضاف غريب أن "مستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية رعوية في الموقع قبل عدة أسابيع وشرعوا في عملية تضييق على السكان الفلسطينيين".

وتكشف بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عن تهجير سكان 28 تجمعاً بدوياً تضم 311 عائلة في الضفة الغربية المحتلة، جرّاء اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

​​​​​​​ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 705 فلسطينيين، بينهم 159 طفلاً، وجرح نحو 5 آلاف و700، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

TRT عربي - وكالات