الإليزيه يناقض دعوة ماكرون لوقف تسليح إسرائيل وسط تظاهرات مع فلسطين بباريس
بعد ساعات قليلة من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكف عن تسليح إسرائيل، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان متناقض أمس السبت، أن باريس ستواصل تزويد إسرائيل بقطع السلاح اللازمة للدفاع عنها.
آلاف المتظاهرين في العاصمة الفرنسية، باريس يحملون الأعلام الفلسطينية واللبنانية، دعماً لفلسطين ولبنان. 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024 / صورة: AA (AA)

وقال ماكرون، في حديثه لإذاعة "فرانس إنتر" المحلية، إن "الأولوية اليوم هو العودة إلى حل سياسي، والكف عن تسليم الأسلحة (لإسرائيل) لخوض المعارك في غزة".

وجاء هذا التصريح بعد أيام من تأكيد الرئاسة الفرنسية (قصر الإليزيه) أن باريس "ملتزمة أمن إسرائيل وحشدنا موارد عسكرية بالشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني". فيما ادّعى ماكرون، أن بلاده "لم تزوّد إسرائيل بالسلاح في حربها على غزة".

في المقابل، أكد ماكرون حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها في ضوء القانون ومبادئ حقوق الإنسان"، لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب عدم أخذه بعين الاعتبار موقف فرنسا، قائلاً: "عدم الاستماع لنا خطأ من حيث المستقبل الأمني لإسرائيل"، معرباً عن رفضه "تحويل لبنان إلى غزة أخرى"، حسب تعبيره.

وفي وقت لاحق، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها إن "فرنسا ستواصل تزويد إسرائيل بالقطع اللازمة للدفاع عنها". وأوضح البيان أن فرنسا ستستمر في إرسال القطع المستخدمة من أجل نظام الدفاع الذي تسميه إسرائيل "القبة الحديدية" على وجه الخصوص.

متظاهرون في باريس ضد الإبادة

وفي سياق متصل، نظّم آلاف الأشخاص مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس عشية الذكرى السنوية الأولى للإبادة الجماعية في غزة، دعماً لسكان فلسطين ولبنان الذين يتعرضون لهجمات الاحتلال الإسرائيلي المكثفة.

وقال مراسل وكالة الأناضول إن آلافاً من أنصار فلسطين ولبنان، اجتمعوا أمس السبت في ساحة الجمهورية الشهيرة بباريس للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على البلدين، ثم توجهوا نحو ساحة كليشي.

وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولبنان، ورفعوا لافتات تتضمن عبارات من قبيل "قفوا تسليح إسرائيل" و"المقاومة ضد الإمبريالية"، مرددين هتافات تضامنية مع فلسطين ولبنان.

وحمل أحد المتظاهرين الذين شاركوا في الفعالية مجسماً لقبة الصخرة، فيما حمل شخص آخر مجسم بطيخ الذي يرمز إلى علم فلسطين، وارتدى عديد من الأشخاص كوفيات ملونة بالأحمر والأسود.

ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وسع الاحتلال نطاق الإبادة التي يرتكبها في غزة، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفاً وكثافة، كما بدأ توغلاً برياً في جنوبه ضارباً عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

تلك الغارات أسفرت حتى نهاية يوم الجمعة، عن 1181 قتيلاً و3318 مصاباً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.

TRT عربي - وكالات