اعتقالات وتجريف.. الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الثاني
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، التي خلفت أمس الثلاثاء استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية في جنين لليوم الثاني / صورة: AA (AA)

وقال بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إن "قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وصباح اليوم 25 فلسطينيا بينهم أسرى سابقون بالضفة الغربية"، مضيفا أن الاعتقالات توزعت على محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين وطولكرم.

وقال شهود عيان في الضفة إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "وسّع عملياته في جنين لتشمل عدة أحياء، قصف خلالها مواقع فلسطينية، وقتل 10 فلسطينيين وأصاب 40 بجراح“، مشيرين إلى أن أصوات اشتباكات مسلحة تُسمع بين حين وآخر إلى جانب سماع دوي انفجارات.

وأضافوا أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب الجريح أشرف بحر ووالده وشقيقه من مخيم جنين، واستولت على منزل، وحولته إلى نقطة تمركز في خلة الصوحة.

وشرعت جرافات عسكرية بتدمير البنى التحتية وممتلكات ومحال تجارية، إذ جرفت شارع ومدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، كما جرفت محيط مستشفى ابن سينا، وتعمدت تدمير شوارع في المدينة وفي محيط المخيم.

في غضون ذلك، اعتلى القناصة أسطح المنازل والبنايات السكنية المطلة على مخيم جنين مع تواصل إغلاق مداخله ومنع خروج الأهالي منه، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

استشهاد مريضة

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، إنّ مواطنة توفيت على حاجز إسرائيلي جنوبي الضفة جراء إعاقة جيش الاحتلال نقلها إلى المستشفى، إذ كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.

وأفادت الوزارة في بيان بـ"استشهاد المواطنة إيمان محمد عبد السلام عيد جرادات (45 عاماً) على حاجز بيت عينون شمال شرق الخليل، مساء أمس"، وأوضح البيان أن المواطنة توفيت بعد إعاقة جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلها إلى المستشفى، إذ كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.

وقال مدير مستشفى جنين وسام بكر لوكالة وفا إن آليات الاحتلال جرفت الشارع الرئيسي أمام مدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، ما أدى إلى صعوبة الدخول والخروج منه، فضلاً عن تعذر وصول الطواقم الطبية إليه.

وحذر بكر من تداعيات هذا الإغلاق على نقل المرضى عبر مركبات الإسعاف، مشيراً إلى إطلاع الصليب الأحمر على آخر التطورات الميدانية.

وحتى ساعات الفجر الأولى تدفع قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة جنين ومداخل مخيمها.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها، يوم أمس، في عدوان غير مسبوق، ترافقها جرافات عسكرية، بالتزامن مع تحليق طائرات الاحتلال المسيّرة والحربية في الأجواء، إذ بلغت حصيلة شهداء العدوان في يومه الأول 10 شهداء، وقرابة 40 إصابة.

والثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال أنه وجهاز الشاباك وحرس الحدود باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".

وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إبادة إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهراً.

وتمثل العملية -وفق إعلام عبري- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.

والثلاثاء، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة، ما قد يؤدي إلى انهيارها.

وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع جيش الاحتلال عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 870 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة بقطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات