اعتقالات واقتحامات بالضفة وسط انتهاكات مستوطنين في الخليل للاحتفال بعيدهم
جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، اقتحامها لمدن وقرى بالضفة الغربية المحتلة، تزامناً مع اقتحام آلاف المستوطنين والوزراء الإسرائيليين المتطرفين البلدة القديمة بالخليل للاحتفال بـ"عيد سارة".
آليات الاحتلال تقتحم مدن وقرى بالضفة الغربية المحتلة / صورة: AFP (AFP)

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية أن عدداً كبيراً من آليات الاحتلال اقتحمت قرى كور وكفر صور وكفر عبوش، في منطقة الكفريات، جنوب طولكرم، وأجرت عمليات تفتيش واسعة في أحيائها والأراضي الزراعية المحيطة بها والطرق التي تصل بعضها بعدد من قرى محافظة قلقيلية.

كما اقتحمت آليات الاحتلال، الليلة الماضية، مدينة طولكرم من المدخل الجنوبي، وجابت شوارعها الرئيسية وأحياءها، وسط إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي.

واقتحمت القوات أيضاً ضواحي ارتاح جنوب المدينة، وعزبة الجراد وذنابة شرقها، ونشرت دورياتها الراجلة "المشاة" في أحيائها.

وقال مدير مجلس قروي حوسان رامي حمامرة لـ"وفا" إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية حوسان غرب بيت لحم، وتمركزت في "المطينة" و"الشرفا" على المدخل الرئيس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام والصوت.

اقتحامات المستوطنين

أما في الخليل جنوبي الضفة، فقد أفاد عضو لجنة الدفاع عن الخليل، عارف جابر، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل، مساء أمس الجمعة "الشاب سمور الرجبي (30 عاماً) من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد التنكيل به في حارة السلايمة بالبلدة القديمة من الخليل".

وأظهر مقطع مصور جرى تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، جندياً إسرائيلياً يصرخ في الشاب الرجبي، ويدفعه نحو حائط، ويجبره على رفع يديه، ثم يصادر هاتفه".

ولفت جابر، إلى أن الجيش "أغلق البلدة القديمة بالكامل، تزامناً مع احتفالات (عيد سارة)، حيث اقتحم آلاف المستوطنين، برفقة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وزراء آخرين الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة".

من جهته، أكد مدير عام أوقاف الخليل غسان الرجبي، أن "الاقتحام أصبح عادة سنوية، حيث يحتفل اليهود بعيد سارة، بزيارة قبرها داخل الحرم الإبراهيمي".

وأضاف الرجبي، أن "آلاف المستوطنين اقتحموا الحرم، في حين منع الجيش المسلمين من دخوله، كما مُنعت الصلاة ورفع الآذان، على أن يستمر ذلك حتى مساء السبت".

وأشار إلى أن "وزراء في حكومة الاحتلال، بينهم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، يشاركون في الاقتحام، وأن المستوطنين نصبوا خياماً في ساحات الحرم لقضاء اليوم والليلة القادمة فيه".

وفي الخليل أيضاً، قال شهود عيان، إن "قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الشهيد مراد عوض الرجوب، من بلدة الكوم بالخليل، والذي استشهد الجمعة، بقصف في غزة، وأجبرتها على إغلاق خيمة العزاء وطردت جميع من في المنزل" .

وكتب شقيق الرجوب، عبر فيسبوك: "بعد إجبارنا على إغلاق ديوان العائلة واقتحام منزلنا قبل قليل، ومنعنا من استقبال المعزين وإجبار الموجودين على المغادرة، نستقبل التعازي من خلال الاتصالات الهاتفية وعبر منصات التواصل الاجتماعي".

وأشار الشهود نقلاً عن عائلة الرجوب أن ابنها "استشهد في قصف إسرائيلي استهدفه الجمعة في شارع النصر غرب مدينة غزة، حيث قضى في القصف ثلاثة فلسطينيين آخرين".

ووفق العائلة، اعتقل جيش الاحتلال الرجوب عام 2001، وحكم بالسجن 38 عاماً، بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية إطلاق نار، قضى منها 10 أعوام، وأفرج عنه ضمن صفقة "شاليط" عام 2011، وأبعد إلى غزة، حيث بقي فيها حتى استشهد في القصف الإسرائيلي.

وخلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، قتل جيش الاحتلال أو أعاد اعتقال العديد من المعتقلين السابقين، ممن أفرج عنهم ضمن الصفقة، بزعم أن حركة حماس أنشأت قيادة لجناحها العسكري كتائب عز الدين القسّام، في الضفة الغربية، ولكنها تُدار من قطاع غزة عبر معتقلين سابقين محررين ومبعدين إلى القطاع.

وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالاً عن استشهاد 790 فلسطينياً، وإصابة نحو 6 آلاف و450 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات