استعدادات في غزة وإسرائيل لتبادل الدفعة الثانية من الأسرى والمحتجزين
انطلقت منذ أمس الجمعة، الاستعدادات في قطاع غزة لتنفيذ عملية تبادل الدفعة الثانية من المحتجزين والأسرى في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
"القسام" تنشر عناصرها في غزة استعداداً لعملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى / صورة: AFP (AFP)

ومساء أمس الجمعة، أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أسماء الأسيرات الإسرائيليات الأربع، وهن من المجندات، المقرر الإفراج عنهن، اليوم السبت.

ووفق آلية التبادل المتبعة، فإن إسرائيل تسلم قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين من المقترض الإفراج عنهم بعد تسلمها القائمة الخاصة بها.

وقال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، في بيان: "بعد مراجعة قائمة الأسرى الذين سيُفرج عنهم اليوم ضمن المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأحرار، تبين وجود خلل في عدد من الأسماء، وجارٍ المتابعة مع الوسطاء".

ووفق مصادر محلية، توجهت، في وقت سابق من صباح اليوم السبت، قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من غزة إلى معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع.

وتتكون القافلة من عدة مركبات تابعة للصليب من بينها حافلة "نصف نقل" بسعة (20-25 شخصاً).

ومن المقرر، حسب مكتب إعلام الأسرى، الإفراج اليوم عن 200 أسير فلسطيني، منهم 120 من ذوي المؤبدات و80 من أصحاب المحكوميات العالية.

ومقابل كل مجندة إسرائيلية يجري تبادل 50 أسيراً فلسطينياً بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من "حماس" اليوم السبت.

ونشرت كتائب القسام وسرايا القدس صباح اليوم السبت، مئات من عناصرها في عدة مناطق من القطاع قبيل انطلاق عملية التبادل. فيما أجرت "حماس"، مساء أمس الجمعة، تجهيزات في ميدان (ساحة) فلسطين شرق مدينة غزة، حيث علّقت الأعلام الفلسطينية إلى جانب عدة لافتات.

استعدادات في إسرائيل

في المقابل، قالت القناة "12" الإسرائيلية، إن الصليب الأحمر يجهز مركباته استعداداً لدخول قطاع غزة بعد تلقيه اتصالاً من "حماس" بالتوجه إلى نقطة نقل المحتجزات الإسرائيليات الأربع.

وأضافت القناة أنه جرى إبلاغ أهالي المحتجزات الأربع "بأنه من المتوقع أن يُفرج عنهن في نحو الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي".

وأشارت إلى أن "قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي أنهت الاستعدادات لتسلم المجندات الأربع كارينا أرئيف، ودانييل جلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ"، التي أعلنت حماس أسماءهن الليلة الماضية.

ولفتت إلى أن "قوة إسرائيلية خاصة ستلتقي الأسيرات في نقطة متفق عليها داخل القطاع، للتأكد من هوياتهن وإجراء فحص طبي أولي".

بعد ذلك، سيتم نقل المحتجزات الأربع المفرج عنهن إلى إحدى النقاط الثلاث المحددة المقامة على طول الحدود: في منطقة معسكر زيكيم مقابل شمال القطاع، وقرب معسكر رعيم المحاذي لمنطقة وسط القطاع، أو عند معبر كرم أبو سالم قبالة جنوبي القطاع.

من جانبها، نشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقطعاً مصوراً لمروحية عسكرية تحط في معسكر رعيم، استعداداً لنقل المحتجزات الأربع المقرر الإفراج عنهن إلى المستشفى بعد وصولهن.

فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن حماس حريصة على إتمام عملية إطلاق المحتجزات الأربع في أقرب وقت. وأضافت: "مع تسليمهن، ووفق ما ينص الاتفاق سيكون الجيش الإسرائيلي ملزماً فتح طريق صلاح الدين الذي يربط جميع أجزاء قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب بطول 45 كم".

وتابعت الصحيفة: "من وجهة نظر حماس، فإن هذه هي صورة انتصارها، وهي تريد تقديمها في وضح النهار، وليس في الظلام"، وفق تعبيرها.

وتحتجز إسرائيل حالياً أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 محتجزاً إسرائيلياً بغزة.

وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوماً، تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً في غزة، سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.

وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي جرى في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 محتجزات إسرائيليات مقابل 90 معتقلاً طفلاً فلسطينياً، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات