وثمّنت وزارة الخارجية الأردنية الجهود التي بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى الاتفاق، مشددة على ضرورة الالتزام الكامل به. وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "نأمل أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في إنهاء العدوان والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية".وأكد أن الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول إلى هذا الاتفاق هو واجب إنساني قبل أن يكون سياسياً.
وأكدت الرئاسة المصرية أن جميع مراحل الاتفاق ستنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين. ورحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق وأكد في منشور على منصة إكس على ضرورة سرعة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما رحب وزير خارجية الإمارات باتفاق وقف إطلاق النار وشكر الوسطاء ودعا للالتزام بتنفيذ بنوده، فيما قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان "إن الرياض ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتثمّن جهود قطر مصر والولايات المتحدة للتوصل إليه".
من جانبه، ثمن اليمن، عبر بيان لخارجيته، الجهود التي بذلتها الوساطة المشتركة من قطر ومصر والولايات المتحدة، والتي قادت هذا الاتفاق "الذي من شأنه إنهاء الحرب في غزة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق". فيما رحب العراق، باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية للسكان الذين تعرضوا لإبادة جماعية.
ورحب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معرباً عن أمله في ضمان تنفيذه بسلاسة.
وعلى صعيد المنظمات، رحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان بـ"بوقف العدوان على غزة ويثمن صمود أهلها وتضحياتهم"، داعياً إلى "إعادة إعمار غزة".
ترحيب دولي
في سياق متصل، رحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيداً بجهود التعاون مع إدارة ترمب. وأكد بايدن أن جهود فريقه الدبلوماسية كانت مستمرة دون توقف، واصفاً المفاوضات بأنها "من بين الأصعب" التي شهدها خلال مسيرته.
وأعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب عن ترحيبه بالاتفاق، إذ كتب على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "لدينا اتفاق بشأن الأسرى في الشرق الأوسط وسيطلق سراحهم قريباً. شكراً لكم".
كذلك، أعرب رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو عن ارتياحه تجاه الاتفاق، "بعد أشهر طويلة من الصراع، نشعر بارتياح كبير من أجل الرهائن وعائلاتهم وسكان غزة. دعونا نأمل أن يضع وقف إطلاق النار هذا حداً للقتال ويمثل بداية سلام دائم". كما أكد أن بلجيكا مستعدة للمساعدة في جهود تحقيق السلام.
وقال وزير الخارجية البلجيكي إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل "بارقة أمل طال انتظارها في غزة"، وحث جميع الأطراف على احترام الاتفاق. وأضاف أن بلجيكا ستواصل دعم الجهود الرامية إلى تحقيق حل الدولتين.
كما رحب وزير الخارجية النيوزيلندي بالاتفاق، وأشاد بجهود المشاركين في المفاوضات، بخاصة الولايات المتحدة وقطر ومصر، معرباً عن تقديره لجهودهم في إنهاء "هذا البؤس". ودعا الطرفين إلى اتخاذ خطوات جدية نحو حل الدولتين لتحقيق سلام دائم.
وأكد وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، أن وقف إطلاق النار في غزة لا يمثل سوى بداية لمسار طويل الأمد نحو الاستقرار والسلام في المنطقة. ولفت بارث إيدي إلى أن هذه هي "اللحظة المناسبة للتعمق في ما سيحدث بعد ذلك"، محذراً من أن "مجرد وقف إطلاق النار يمكن أن يخلق بسهولة إحساساً بالفراغ، والأمل الذي لم يتحقق".
من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، باتفاق وقف إطلاق النار، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى تطبيق الاتفاق. وأشاد غوتيريش خلال تصريحات صحفية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك الأربعاء، بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى هذا الاتفاق.
كما رحبت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، مساء الأربعاء، باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً أنه "تقدم نحو إنهاء العنف".
ورحّبت الأمم المتحدة باتفاق وقف إطلاق النار. كما رحب مدير منظمة الصحة العالمية الأربعاء بالاتفاق، قائلاً إن "السلام هو خير دواء"، لكنه شدد على أن "الاحتياجات الصحية في غزة ما زالت هائلة".
من جانبه، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء على وجوب "احترام" الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة وضرورة "التوصل إلى حل سياسي".
احتفالات في دول عربية وتركيا
شهد الأردن ولبنان والمغرب واليمن والضفة الغربية وسوريا وتونس وتركيا، مساء الأربعاء، احتفالات شعبية عفوية عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وفي قطاع غزة، احتفل النازحون في خيامهم بالاتفاق، رغم تنغيص الاحتلال لفرحتهم والقصف المستمر الذي أدى إلى سقوط 82 شهيداً منذ فجر الأربعاء.
وعقب إعلان الاتفاق، خرجت مواكب احتفالية بالسيارات في العاصمة الأردنية عمّان، ورفع سائقوها أعلام فلسطين، وسط هتافات وأناشيد تحيي الفصائل الفلسطينية. كما وزّع آخرون الحلوى على المارة.
وفي طنجة المغربية، خرج موكب للسيارات بشوارع المدينة احتفالاً بالوصول إلى اتفاق غزة، كما شهدت العاصمة الرباط، وقفة احتفالية شارك فيها العشرات حاملين صور المسجد الأقصى وأعلام فلسطين.
وعمت أجواء الفرح الضفة الغربية وشارك العشرات في مسيرات عفوية خرجت وسط مدينة رام الله وبيت لحم ونابلس والخليل وعدة مدن وقرى أخرى.
وفي سوريا، خرج آلاف بمسيرات احتفالية، وفق مقاطع مصورة نشرها إعلام محلي وحسابات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي من مدينتي حلب (شمال) وحماة (وسط).
وبعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، خرج مئات إلى الطرقات، بمخيمات اللجوء الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت وفي شمال وجنوب وشرق البلاد، حاملين الأعلام الفلسطينية مرددين هتافات الترحيب والفرح. كما خرج مئات من اللبنانيين في مواكب، حاملين الأعلام الفلسطينية بشوارع مدينتي صيدا (جنوب) وطرابلس (شمال).
وفي تونس، تظاهر عشرات أمام المسرح البلدي بالعاصمة وهتفوا بشعارات مختلفة، وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وهم يعانقون بعضهم ويلتقطون صوراً تذكارية.
كما شهدت تركيا ومدن أوروبية عدة من بينها العاصمة البريطانية لندن، احتفالات بإعلان وقف إطلاق النار، وخرجت مواكب السيارات والناس وهم يحملون الأعلام الفلسطينية.
وفي وقت سابق مساء الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي، نجاح الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.