وقالت هيئة البث العبرية، مساء أمس الأربعاء: "يوجد كثير من النقاط الخلافية بين إسرائيل وحماس ضمن المفاوضات، على رأسها قائمة المختطفين (الأسرى بغزة) المتوقع إطلاق سراحهم، التي تصر إسرائيل على الحصول عليها".
وأضافت الهيئة أن "حماس ترفض طلب إسرائيل تقديم قائمة بأسماء المختطفين الأحياء، ومع ذلك توجد تفاهمات جرى التوصل إليها بين إسرائيل والحركة عبر الوسطاء (لم تذكرهم لكن تنشط في الوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن)"، وفق المصدر ذاته.
وادعت أن "أحد التفاهمات هو ترحيل كل الأمور محل الخلاف إلى النقاشات في المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك من أجل البدء في تنفيذ المرحلة الأولى وهي المرحلة الإنسانية".
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية مطّلعة على سير المفاوضات بين إسرائيل وحماس قولها: "الاتفاق بات جاهزاً تقريباً، ويمكن التغلب على العوائق"، مدعية أن حماس "لا تعارض إتمام الصفقة على مرحلتين".
وتابعت: "حماس على استعداد لإدخال مختطفين في سن الاحتياط (حتى 40 عاماً) إلى المعيار الإنساني رغم أنها تعتبرهم جنوداً، وذلك مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات".
ووفق الهيئة، تطالب حماس بوقف حركة الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي فوق قطاع غزة في مرحلة بداية وقف إطلاق النار التي تستمر أسبوعاً، وذلك كي يتسنى لها جمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين.
وكذلك تصر حماس على "التزام إسرائيلي ودولي المضي قدماً لإتمام الصفقة (أي بعدم اكتفاء تل أبيب بالمرحلة الأولى) وإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
ووفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية مطلعة لوسائل إعلام عبرية مؤخراً، تسعى تل أبيب إلى صفقة ستنقسم فعلياً إلى قسمين: "صفقة إنسانية (تشمل النساء والمجنّدات والجرحى وكبار السن)، وبعدها فقط صفقة قد تؤدي إلى نهاية الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
والثلاثاء، ادعت هيئة البث كذلك أن حركة "حماس" اقترحت هدنة لمدة أسبوع تقدم خلالها قائمة بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بينما لم يصدر تعليق من الحركة.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع".
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.