إسرائيل تحشد قواتها على حدود لبنان وفرنسا تدعو إلى ضبط النفس
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداداته لحرب محتملة مع لبنان بنقل قوات إلى الشمال وإجراء تدريبات قتالية، في ظل تصعيد حزب الله عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية على وقع الحرب في غزة.
قصف إسرائيلي على بلدة الخيام اللبنانية في ظل تصعيد حزب الله عملياته العسكرية / صورة: AA (AA)

وبثّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، مقاطع مصورة لتدريبات واستعدادات جنوده لسيناريوهات حرب محتملة ضد لبنان. وقال في بيان: "تواصل القيادة الشمالية تعزيز الاستعدادات وجهوزية القوات على الجبهة الشمالية".

وتابع: "أجرت قوات الكتيبة 12 التابعة للواء غولاني التي تعمل في منطقة جبل روس وجبل الشيخ (حرمون) تحت قيادة اللواء 188 مدرعات تدريباً في مناطق وعرة للتعامل مع تهديدات مختلفة بالتعاون مع قوات المشاة، والمدرعات والمدفعية".

وأضاف بيان جيش الاحتلال: "في تمرين آخر للواء 55 تدربت القوات على سيناريوهات قتالية في مناطق مختلفة مع التركيز على قدرات الحركة في التضاريس الوعرة التي تُحاكي القتال في منطقة مشابهة للجبهة الشمالية، والتقدم في مسار جبلي، وتشغيل النيران بشكل تدريجي".

بدورها، قالت القناة 12 العبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ نقل قواته الى الشمال، في إشارة إلى الحدود مع لبنان. وأضافت: "رغم أن إسرائيل لا تزال تحاول التوصل إلى اتفاق مع لبنان يسمح لسكان الحدود الشمالية بالعودة إلى منازلهم، تستعد المستويات السياسية والعسكرية للخيار الثاني (الحرب)".

وتابع المصدر العبري: "تستوعب القيادة الشمالية الجنود القادمين من الجبهة الجنوبية (غزة)، وأجرت تدريبات مكثفة تشمل الاستعدادات لسيناريوهات القتال في مناطق معقدة وجبلية ومبنية".

ولفتت إلى أن "إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى مذكرة تفاهم سياسية مع حزب الله، تسمح لسكان الحدود الشمالية بالعودة إلى منازلهم بعد أكثر من 8 أشهر"، لكنها استدركت: "ومع ذلك، تدرك المستويات السياسية والعسكرية أن فرص التصعيد تتزايد، واتُخذ قرار بنقل قوات من قطاع غزة إلى شمال إسرائيل".

وقالت القناة 12: "قرر الجيش الإسرائيلي نقل قوات إضافية غير تلك الموجودة هناك منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، جزءاً من الاستعدادات لاندلاع الحرب مع حزب الله، إذا فشلت القيادة السياسية والوسطاء الدوليون في التوصل إلى اتفاق من شأنه إخراج قوات المنظمة الإرهابية، ووقف تبادل إطلاق النار وإعادة سكان الحدود الشمالية إلى منازلهم".

وأضافت: "يأتي قرار نقل القوات من الجبهة الجنوبية إلى الحدود الشمالية على خلفية الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في قطاع غزة، وبعد أن أوشكت المهمة ضد كتائب حماس في رفح على الانتهاء".

في السياق، أعربت فرنسا اليوم الخميس، عن "قلقها الشديد تجاه خطورة الوضع في لبنان"، لافتة إلى تصاعد أعمال العنف على الحدود مع إسرائيل "في شكل دراماتيكي"، وداعيةً جميع الأطراف إلى "أكبر قدر من ضبط النفس".

وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن فرنسا التي تطلب "تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي"، تبقى "ملتزمة تماماً الحؤول دون أي خطر تصعيد على الخط الأزرق، والتوصل إلى حل دبلوماسي".

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع التصديق على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

وتقول الفصائل التي تشتبك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، إنها تتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي مطلق.

وحتى الخميس، أسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

كما تتحدى تل أبيب طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

TRT عربي - وكالات