إخلاء مبنى ببيروت يضم مكتب الجزيرة بعد إنذار إسرائيل.. وحزب الله: العدو فشل
أخلى موظفون مبنى وسط بيروت يضم مكاتب الجزيرة وسفارتي أذربيجان والنرويج، إضافة إلى مبنى ديوان المحاسبة التابع للحكومة اللبنانية، اليوم الخميس، بعد تلقي إنذارات إسرائيلية بالإخلاء، وحزب الله يعلن فشل العدو في تحقيق أهدافه.
المبنى الذي يضم مكاتب قناة الجزيرة وسفارتي أذربيجان والنرويج في بيروت / صورة: AFP  (AFP)

وقال أحد العاملين بقناة الجزيرة القطرية في مكتب بيروت لمراسل الأناضول إنهم "تلقوا اتصالات متتالية يعتقد أنها إسرائيلية تنذرهم بضرورة إخلاء المبنى فوراً".

ولاحقاً أفادت قناة الجزيرة عبر منصة إكس، نقلاً عن مراسلها في بيروت بأن العاملين في مكتب القناة بمبنى وسط بيروت يضم مكاتب سفارتي أذربيجان والنرويج أخلوها بعد تلقيهم إنذارات إسرائيلية متتالية.

وكان رئيس ديوان المحاسبة (التابع للحكومة) القاضي محمد بدران أفاد في اتصال لوكالة الأنباء اللبنانية بأن الديوان "تلقى اتصالاً عبر خطه الأرضي يحذر من إمكان تعرض مبناه لاعتداء إسرائيلي"، وأوضح بدران أن "الاتصال وضع في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية للتأكد من مدى صحته ولاتخاذ الإجراءات اللازمة في حال صدوره عن أشخاص بهدف إشاعة البلبلة".

استهدافات متعددة

وفي سياق متصل، استهدفت غارات إسرائيلية صباح اليوم الخميس مناطق عدة في شرق لبنان وجنوبه، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، وذلك بعد توجيه جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارات إخلاء طال بعضها منطقة البقاع للمرة الأولى منذ بدء التصعيد ضد معاقل حزب الله.

وحتى الأسبوع الماضي، كانت ربع أراضي لبنان باتت مشمولة بإنذارات إخلاء إسرائيلية، بحسب ما أوردت مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان.

وطالت غارتان منطقتي البرج الشمالي والحوش قرب مدينة صور الساحلية جنوبي لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية. ونُفذت الغارتان بعدما أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان المنطقتين بإخلاء مبنيين ومحيطهما بمسافة لا تقل عن 500 متر، قال إنهما يقعان قرب "منشآت ومصالح تابعة لحزب الله".

وطالت الغارات أبنية في بلدات سرعين وتمنين الفوقا والسفري، جرى استهدافها بعد عشر دقائق من صدور إنذار الإخلاء، وفق الوكالة الوطنية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر اليوم الخميس للمرة الأولى إنذارات إخلاء تتعلق ببلدات في منطقة البقاع التي تطولها الضربات الإسرائيلية بوتيرة متزايدة منذ تصعيد إسرائيل وتيرة هجماتها الجوية في لبنان في 23 سبتمبر/أيلول.

ووجه جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل ظهر الخميس إنذارات إلى سكان البلدات المذكورة وطلب منهم إخلاء أبنية ومحيطها، قال إنها تقع قرب "منشآت ومصالح تابعة لحزب الله" يعتزم استهدافها.

"دمّر، صوّر واهرب"

في المقابل، أكد حزب الله الخميس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من "السيطرة الكاملة" على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود في نهاية سبتمبر/أيلول.

وقال النائب في الحزب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحفي في البرلمان "إلى اليوم لم يتمكن العدو من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة دمّر، صوّر واهرب".

وأوضح أنه "رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته"، فإن مقاتلي الحزب "يقاتلون في الأمتار التي يتسلل إليها العدو" ويستهدفون كذلك تجمعات جنوده في الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقال فضل الله إن "ثبات المقاومين في الميدان في المعركة البرية ومواصلة إطلاق صواريخها على قواعد الاحتلال العسكرية على مدى جغرافي واسع... هو بحد ذاته دليل على فشل العدوان في تحقيق أهدافه المرحلية المعلنة".

واتهم إسرائيل بـ"اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للقرى والبلدات على امتداد المناطق التي يستهدفها، وخصوصاً في الجنوب وعلى خط الحدود، حيث يحاول إقامة منطقة عازلة لا من السكان فقط، بل من الأبنية والحقول والشجر أيضاً".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن ألفين و367 قتيلاً، و11 ألفاً و88 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأربعاء.

ويومياً يرد "حزب الله" بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

TRT عربي - وكالات