وتكريماً للقتلى، تحتلّ مجموعة من الأعلام الأوكرانية الصغيرة زاوية من ساحة الاستقلال في العاصمة الأوكرانية كييف، التي كانت في السابق القلب النابض للاحتجاجات الشعبية المؤيدة لأوروبا التي أطاحت بالرئيس الأوكراني المدعوم من موسكو آنذاك في عام 2014.
وفي تحوّل لافت، سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام صواريخ طويلة المدى لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تغيّر السياسة الأمريكية في حال عودة دونالد ترمب، الذي تعهّد بإنهاء الحرب دون تقديم تفاصيل.
ولقي هذا القرار ترحيباً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشار، أمس الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، إلى تصعيد موسكو، بما في ذلك إدخال قوات كورية شمالية إلى الصراع.
وقال ماكرون إنّ هذا التغيير في موقف واشنطن "مناسب تماماً، وأنا أعي أنه نتج أيضاً عن تغيير عميق في هذا النزاع لا يستهان به، هو انخراط القوات الكورية الشمالية إلى جانب روسيا على الأراضي الأوروبية".
وفي ظل تصاعد القتال تعمل روسيا وأوكرانيا على تعزيز مواقعهما الميدانية قُبيل حلول فصل الشتاء، فيما تحاول موسكو توسيع عملياتها عبر تعزيز قواتها بمقاتلين من كوريا الشمالية وطائرات مسيّرة إيرانية.
من جانبها تأمل أوكرانيا في إنهاء الحرب بحلول عام 2025 من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنها ترفض أي وقف إطلاق نار دون ضمانات أمنية.
وشهدت الأيام الأخيرة اتصالات بين القادة الدوليين، بما في ذلك حديث المستشار الألماني أولاف شولتس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة منذ عامين. ومع ذلك رفض زيلينسكي تكرار سيناريو محادثات مينسك السابقة، مؤكداً ضرورة تحقيق سلام شامل وحقيقي.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشنّ روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.
وبدأت أوكرانيا في الآونة الأخيرة شن هجمات على الأراضي الروسية، إذ أطلقت قواتها في 6 أغسطس/آب الماضي عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.