وأضاف أردوغان، في كلمته، اليوم الخميس، خلال قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D-8) في القاهرة: "المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميَّين لا تفي بمسؤولياتها في مواجهة ازدياد الصراعات والأزمات والحروب".
وأردف الرئيس التركي: "في هذه المرحلة، نرى أنه ليس النظام السياسي (العالمي) فحسب، بل النظام الاقتصادي أيضاً، اللذان جرى وضع أسسهما بعد الحرب العالمية الثانية قد تعرضا لصدمات خطيرة".
وتابع أردوغان:"المؤسسات الاقتصادية العالمية إمَّا غير قادرة على التكيف مع الواقع الحالي، وإمّا تجد صعوبة في تقديم الدعم اللازم. وأتمنى أن تكون القرارات التي سنتخذها في قمتنا المنعقدة في هذه الفترة الحساسة مرشداً لنا في حل المشكلات".
وأكد أردوغان أن "الشعب السوري بحاجة إلى الاتحاد وإحياء بلده المنهك جراء الحرب"، وأردف: "نحن نحاول المساهمة في ضمان الاستقرار في سوريا خلال هذه الفترة الصعبة"، وتابع: "نتطلع بصدق إلى بناء سوريا خالية من الإرهاب يعيش فيها جميع الأديان والمذاهب والإثنيات بسلام وجنباً إلى جنب".
ولفت إلى أن تركيا تتابع التطورات الأخيرة في سوريا عن كثب من منظور يعطي الأولوية لمصالح الشعب السوري، وأردف: "نؤكد في كل فرصة الأهمية التي نعلّقها على استعادة سلامة الأراضي السورية ووحدتها".
وأضاف أردوغان: "بصفتنا أعضاء في مجموعة الثماني، أعتقد أنه يتعين علينا أن نقف إلى جانب إخواننا السوريين في كفاحهم الصعب".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام المنهار، وفرار بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لتنتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
العلاقة مع مصر
وحول العلاقات مع مصر، قال الرئيس التركي: "مع موافقة مصر على اتفاقية التجارة التفضيلية سيكون من الممكن الآن تنفيذها في إطار أوسع بكثير".
وأعرب أردوغان عن اعتقاده بوجوب استخدام الإمكانات المتاحة في مجموعة الثماني بشكل أكثر فاعلية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأشار إلى أن "موضوع الاجتماع (الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة)، وهي قاطرة التقدم الذي حققته تركيا في مجال الاقتصاد خلال الأعوام الاثنين والعشرين الماضية".
وأضاف أن غالبية سكان الدول الأعضاء في قمة الثماني البالغ عددهم أكثر من مليار نسمة يتألفون من الشباب، وبيّن :"نحن في تركيا، نعلم أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها إلا بأقصى مشاركة للشباب في الاقتصاد. وننفذ مشاريع وبرامج تعمل على تطوير المهارات التكنولوجية والرقمية لشبابنا وروح المبادرة لديهم".
وقال أردوغان إن مجموعة الدول الثماني باتت أقوى بعد انضمام أذربيجان التي حققت إنجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة. وتابع: "نهدف إلى المساهمة في تحقيق العدالة والتنمية العالمية بمشاركة أقل البلدان نمواً في مهرجان (تكنوفيست للطيران والفضاء) الأكبر عالمياً".
كان الرئيس أردوغان قد وصل في وقت سابق، اليوم الخميس، إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D-8).
وتضم المجموعة التي تأسست في تركيا عام 1997 بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء، كلاً من تركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش.