أردوغان: أمن ونهضة سوريا أولوية قصوى وسنواصل محاربة التنظيمات الإرهابية
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، على أن أمن ونهضة سوريا وتعافيها يشكل أولوية قصوى لبلاده، متعهداً مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية والانقسامية حتى القضاء عليها.
الرئيس التركي يؤكد المساهمة في نهضة سوريا مع الإدارة الجديدة / صورة: AA (AA)

وتعهد أردوغان في خطاب ألقاه خلال اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، بالمساهمة في نهضة سوريا مع الإدارة الجديدة هناك، معلناً قرب افتتاح قنصلية بلاده العامة في حلب.

وحيّا "بكل احترام أشقاءنا السوريين الذين حققوا نصراً عظيماً ومؤزراً بعد نضال دام 13 عاماً"، لافتاً إلى أن "شمس الحرية أشرقت على سوريا بعد 61 عاماً من حكم البعث".

وأضاف: "باسمي واسم حزبي وتركيا والشعب التركي، أحيي بكل احترام أبناء بلاد الشام الأبطال الشجعان، الكرام الذين لم ينحنوا للظلم والطغاة، وأقول لهم مبارك عليكم هذا النصر".

وبعد قراءته الآيات الأولى من سورة الفتح، قال أردوغان: "نحمد الله لأنه أشرك أمتنا في فرحة هذا النصر المجيد مع المظلومين السوريين. نشكر الله الذي جعلنا ندرك هذا اليوم، وكتب لنا أن نشهد تحرير سوريا".

وتابع أن "بشار الأسد (رئيس النظام المنهار) الجبان فر من دمشق كما يليق بطبيعته، والشعب السوري خلّص بلاده من براثن القتلة والاستبداد"، مضيفاً أن "الأسد ترك بلداً واقتصاداً مدمَّرَين يتطلبان نحو 500 مليار دولار للنهوض بهما".

وأردف متحدثاً عن معاناة السوريين على مدار 13 عاماً: "نذكر ملايين (السوريين) الذين هُجِّروا من ديارهم وتُرِكوا يغرقون في عرض البحر".

وتساءل: "كيف لنا أن ننسى الطفل إيلان بصورته البريئة التي بقيت خنجراً في قلوبنا جميعاً؟! كيف لنا أن ننسى نظرة الطفل عمران الممتلئة بالخوف ووجهه المضرج بالدماء؟! كيف لنا أن ننسى المدارس التي حوّلتها البراميل المتفجرة إلى أنقاض على رؤوس الأطفال؟! كيف لنا أن ننسى قصف الناس بالقنابل الكيماوية وانتهاك الأعراض؟! كيف لنا أن ننسى السجون التي حوّلها النظام (السوري المنهار) إلى مسالخ بشرية؟! كيف لنا أن ننسى تجاهل العالم الذي يزعم التحضر والمدنية؟!".

وذكر أنه "منذ 3 أسابيع وحلفاء الأسد في حداد، وبدأت تتكشف نياتهم في صب جام غضبهم جراء فقدانه على المظلومين".

كما تابع أردوغان: "منذ بداية الثورة في سوريا اتخذنا موقفاً مناصراً للمظلومين، ولم ننظر إلى الإنسان على أساس دينه أو طائفته، لا في سوريا ولا العراق ولا لبنان".

وشدد على أن اللاجئين السوريين دعموا بلاده، وأن الشعب التركي "نجح في امتحان الإنسانية"، مستدركاً: "لكن المعارضة التركية عززت الكراهية العنصرية ضدهم".

وقال الرئيس التركي: "سنساعد إخواننا السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم ولن نرسل أحداً رغماً عنه".

وتعهد بتحقيق هدف بلاده "المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب خلال الفترة المقبلة باستخدام جميع الأدوات المتاحة لدولتنا".

وتابع: "سنقضي على التنظيم الإرهابي (PKK) الذي يحاول بناء جدار من دم بيننا وبين أشقائنا الأكراد، وإذا كانت لديه حسابات فنحن أيضاً لدينا حساباتنا".

وفي السياق، أكد أردوغان أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان السلام والرفاهية والاستقرار بأقوى الأشكال في كل شبر من أراضي المنطقة بدءاً من سوريا.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري تمكنت فصائل سورية من السيطرة على العاصمة دمشق بعد انسحاب قوات النظام، بينما فرّ رئيس النظام المنهار مع عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لينتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 عاماً من حكم عائلة الأسد.

TRT عربي - وكالات