يأتي ذلك في اليوم الخامس عشر من تصعيد إسرائيل عدوانها على قضاء بعلبك، في محافظة بعلبك الهرمل، الذي يعده مراقبون "الخزان البشري الرئيسي لحزب الله" في لبنان، حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وحاضنة شعبية كبيرة.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن أرقام الضحايا من النساء والأطفال بلغت 878 قتيلاً و3 آلاف و883 جريحاً، ومن الكوادر الصحية 192 قتيلاً و308 جرحى، موضحةً أن إسرائيل استهدفت 88 من المراكز الطبية والإسعافية، و40 مستشفى، و244 آلية التابعة للقطاع الصحي، ونفَّذت اعتداءات على 65 مستشفى و218 جمعية إسعافية.
غارة على بعلبك
قُتل 9 أشخاص وأُصيب 5 آخرون، اليوم الخميس، إثر غارة شنتها مقاتلات إسرائيلية على مدينة بعلبك، شرقي لبنان، كما أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الرابعة، سكان منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية، تمهيداً لاستهدافها بدعوى قربها من منشآت تابعة لحزب الله.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة على مبنى من طبقتين في حي الشُّعب، بمدينة بعلبك، مركز القضاء الذي يحمل الاسم ذاته، وأضافت أن الحصيلة الأولية للغارة بلغت "9 شهداء و5 جرحى"، لافتةً إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواصل أعمال الإنقاذ ورفع الركام في مكان الغارة.
إنذارات إسرائيلية
وفي وقت سابق، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الرابعة سكان منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، تمهيداً لاستهدافها، بدعوى قربها من منشآت تابعة لحزب الله.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، مستعيناً بخرائط عليها مبانٍ جرت الإشارة إليها باللون الأحمر: "إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية، وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في الغبيري، أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب".
وأضاف منذراً: "عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وسبق أن أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن "طيران العدو الإسرائيلي شن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية - الغبيري، محيط روضة الشهيدين، في حين أُعيد استهداف المكان نفسه بغارة ثانية، فيما شن غارة عنيفة على محيط (بلدة) الشويفات، وتحديداً (حي) العمروسية، قرب دار العلوم، هي الثالثة اليوم (على الضاحية)".
وذكرت أن الطيران الإسرائيلي "شن سلسلة غارات فجراً على الضاحية استهدفت برج البراجنة بشارع حاطوم، والغارة الأخيرة، وهي الأعنف، استهدفت المبنى المحيط بكنيسة مار ميخائيل في منطقة الشياح".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو من 147 ألف فلسطيني، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.