يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم 25 على التوالي قصفه الجوي والمدفعي في مختلف مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 8525 شهيداً، منهم 3542 طفلاً و2187 سيدة، وإصابة 21543 مواطناً بجراح مختلفة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بتلقي الوزارة 2000 بلاغ عن مفقودين، منهم 1100 طفل ما زالوا تحت الأنقاض، مشيراً إلى ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 18 مجزرة خلال الساعات الماضية.
وأعلن القدرة بدء العد التنازلي لتوقف المولدات الرئيسية في مستشفيي الشفاء والإندونيسي، مشيراً إلى أنها ستتوقف مع نهاية يوم غد الأربعاء. وناشد المواطنين التوجه إلى مستشفيات القطاع للتبرع بالدم عاجلاً، كما ناشد مصر فتح معبر رفح وضمان تدفق المساعدات الطبية والوقود وخروج الجرحى.
ومضى قائلاً: "الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 130 كادراً صحياً وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة". وذكر أن "الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جرّاء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود".
وقال: "الاحتلال الإسرائيلي يكرر استهداف محيط مستشفى القدس ومستشفى الإندونيسي، مما يعرض حياة الجرحى و المرضى والطواقم الطبية والنازحين للخطر". وأضاف: "على المؤسسات الإنسانية تفعيل القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المنظومة الصحية وتحييدها عن الاستهداف والتهديد".
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بـ"سقوط شهداء أطفال وعدد من الإصابات بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً لعائلة حجازي غرب مدينة رفح". وأضافت أن "عدد الشهداء في قصف منزل عائلة أبو شمالة في رفح ارتفع إلى 18".
وقصفت طائرات الاحتلال "عمارة سكنية من أربعة طوابق من فوق رؤوس ساكنيها تعود إلى عائلة حبيب على مفرق حبيب في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة". كما قتل 18 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال إثر قصف منزل قرب مقر الخدمات الطبية في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وفي شمال القطاع قُتل 3، بينهم طفل (6 سنوات)، فيما أصيب 9 مواطنين نُقلوا إلى المستشفى الإندونيسي في قصف استهدف منزلاً شمال القطاع، وما زال أشخاص تحت الأنقاض، حسب وفا.
وقُتل 7 أشخاص وأصيب العشرات في قصف منزل لعائلة أبو سرية في حي الزيتون وسط قطاع غزة.
وذكرت وكالة وفا أن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت "أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، وشرق جباليا وبيت حانون، والشيخ زويد شمال القطاع بعشرات القذائف الصاروخية، سقط منها على منازل المواطنين وأوقعت شهداء وجرحى".
كما واصلت طائرات الاحتلال قصف "منطقة الأبراج السكنية في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، ما أوقع إصابات في صفوف المواطنين" وفقاً لما أوردته الوكالة.
المنشآت الصحية في مرمى النار
وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنشآت الصحية في قطاع غزة، معرضة حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا منها مأوى من القصف.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن قوات الاحتلال استهدفت محيط مستشفى الإندونيسي، المستشفى الأكبر في محافظة شمال غزة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمستشفى وتعريض حياة من فيه للخطر.
وقال مدير عام مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني صبحي سكيك إنّ "الطائرات الإسرائيلية قصفت الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الوحيد المخصصص لمرضى السرطان في قطاع غزة، ما ألحق أضراراً بالغة به".
وموّلت الحكومة التركية بناء المستشفى (2011-2017) الذي يُعَدّ من أكبر المشافي في فلسطين بمساحة 34 ألفاً و800 متر مربع، ومؤلف من 3 طوابق، ويحوي 180 سريراً.
وندّدت تركيا "بأشدّ العبارات" بقصف إسرائيل للمستشفى، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنّ "كلّ المعلومات الضرورية، بما في ذلك بيانات المنشأة المعنية -وهي مستشفى السرطان الوحيد في غزة- جرى إرسالها مسبقاً إلى السلطات الإسرائيلية، وليس هناك أيّ تفسير لهذا الهجوم".
ويواصل الاحتلال قصف محيط مستشفى القدس في منطقة تل الهوى، بعد أن هدد بقصفه في أكثر من مناسبة وطالب بإخلائه.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني فجر الثلاثاء أنّ الجيش الإسرائيلي قصف مواقع في شمال قطاع غزة قريبة جداً من مستشفى القدس التابع له، الذي نزح إليه آلاف المدنيين للاحتماء من القصف الإسرائيلي.
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الدعوة بأنّها "مثيرة للقلق العميق"، مؤكّداً أنّه من المستحيل إخلاء مستشفى دون تعريض حياة المرضى للخطر.
وبالإضافة إلى المرضى، يؤوي المستشفى 14 ألف نازح لجؤوا إليه هرباً من القصف الإسرائيلي، وفقاً للهلال الأحمر.
ويشهد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة انقطاعاً متكرراً في التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، وذلك وفقاً لما أفادت به وكالة وفا.
وقالت وزارة الصحة إن 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة، فيما ارتقى 124 شهيداً من الكوادر الصحية، وجُرح أكثر من 100، وتضررت 50 مركبة إسعاف، بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل، كما جرى إغلاق 12 من أصل 35 مستشفى بالقطاع.
وتوقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جرّاء القصف ونفاد الوقود، كما أشارت الوكالة إلى أن الاحتلال طالب 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
تواصل الاشتباكات
كشفت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس الفلسطينية، الثلاثاء، عن اشتباكات ومواجهات مستمرة بين مقاتليها وقوات الجيش الإسرائيلي في عدة محاور شمال قطاع غزة.
وقالت الكتائب في سلسلة بيانات مقتضبة، نشرتها منصاتها الإعلامية، إنّ مقاتليها "أجهزوا على قوة صهيونية في بيت حانون (شمال شرق قطاع غزة) واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة".
وأضافت أن المقاتلين قصفوا أيضاً، ظُهر الثلاثاء، "كيبوتس نيريم والعين الثالثة -الواقعين ضمن كيبوتسات (تجمع زراعي سكني) غلاف غزة- إضافة إلى موقع مارس العسكري (ضمن غلاف غزة) بقذائف الهاون"، وفق المصدر ذاته.
وبالتزامن مع هذه التحركات، نشرت القسام مقطعاً مصوراً يوضح "اشتباك والتحام" مقاتليها مع قوة إسرائيلية متوغلة عند معبر إيرز الفاصل بين شمال غرب قطاع غزة وإسرائيل، الأحد الماضي. ووفقاً للقسام، تشهد منطقة شمال غرب قطاع غزة ومعبر إيرز عدة مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وتستمر الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت شمال وجنوب مدينة غزة. وأعلنت كتائب القسام في بيان مقتضب على منصة تليغرام، صباح الاثنين، أن مقاتليهم "يلتحمون بقوات العدو المتوغلة في محور جنوب غزة ويشتبكون معها بالأسلحة الرشاشة ويستهدفون 4 آليات بقذائف الياسين 105 والعبوات الناسفة".
وأضافت: "استهدفنا دبابة وجرافة إسرائيلية في محور شمال غرب غزة بقذيفتي الياسين 105" . ولم يرد على الفور ردّ من الجانب الإسرائيلي بشأن ما أعلنته القسام.
وفي وقت سابق الاثنين قالت كتائب القسام في بيان مقتضب لها على تليغرام إنها جددت القصف على تل أبيب "رداً على المجازر". كما أعلنت الكتائب استهداف آليتين إسرائيليتين "توغلتا" في حي الزيتون شرق مدينة غزة بقذائف الياسين 105.
وقالت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، الاثنين، إنّ مقاتليها أوقعوا قوة إسرائيلية في "كمين هندسي محكم" شرقي حي الزيتون في قطاع غزة.
وكانت حكومة غزة قد أعلنت انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي توغلت فيها في شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان: "جرى توغل بضع دبابات وجرّافة لجيش الاحتلال على شارع صلاح الدين انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك".
وأضاف: "لا توجد حالياً أي آليات لجيش الاحتلال على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين إلى طبيعتها".
من جانبه، قال متحدث الوزارة إياد البزم، للأناضول، إن "آليات الاحتلال موجودة في شارع صلاح الدين (شرق) على أطراف مدينة غزة، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (غرب)".
ووفق شهود عيان، فإن القوات الإسرائيلية "توغلت عبر شارع صلاح الدين في منطقة دوار الكويت، ودخلت إلى شارع 10، متجهة نحو الغرب في محاولة للوصول إلى شارع الرشيد (غرب)". وعلى محور التوغل الثاني، أضاف البزم أن "قوات الاحتلال دخلت أيضاً إلى القطاع من المنطقة الشمال الغربي، وآلياتها موجودة حالياً بمنطقة الكرامة شمال مدينة غزة".
وأشار البزم إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أبادت مناطق سكنية كاملة شمال غرب قطاع غزة".
وتشن إسرائيل منذ 25 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأوقعت 8306 شهداء، بينهم 3457 طفلاً، و2136 سيدة، إلى جانب 21048 أُصيبوا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة حماس أكثر من 1538 إسرائيلياً، وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسَرَت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلة أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني بهم، بينهم أطفال ونساء.