وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" باستشهاد الطفل أحمد عبد الحليم السعدي (14 عاماً)، وإصابة مواطنين آخرين، مساء السبت، جراء قصف طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي، الحي الشرقي من مدينة جنين.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطفل استشهد وأصيب اثنان في قصف إسرائيلي على الحي الشرقي بمدينة جنين شمالي الضفة. ليرتفع بذلك عدد شهداء جنين إلى 21 منذ بداية العملية العسكرية يوم 21 يناير/كانون الثاني.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء السبت، سقوط شهيدين وجرحى بقصف طيران الاحتلال سيارة في بلدة قباطية جنوب جنين، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد شابين وإصابة آخر في قصف للاحتلال على الحي الشرقي لمدينة جنين، استهدف دراجة نارية بعد فترة زمنية قصيرة من القصف على قباطية.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت مساء السبت، تفجير وهدم المزيد من المنازل في مخيم طولكرم، في إطار عدوانها المتواصل عليه وعلى المدينة لليوم السادس على التوالي.
ونقلت عن شهود عيان من المخيم، أن قوات الاحتلال صعّدت من عمليات تفجير المنازل في الحارات الداخلية للمخيم، وزادت وتيرتها مع استقدامها لجرافة من النوع الثقيل (D10)، كما هدمت منازل أخرى وعدة محال تجارية في حارتي السوالمة والحمام، وسوتها بالأرض.
وأضافت أن قوات الاحتلال دَهَمت عشرات المنازل ودمرت محتوياتها، وأحدثت فتحات في جدرانها لاقتحام المنازل الملاصقة لها، وبثت حالة من الخوف والذعر في صفوف سكانها، بخاصة الأطفال وكبار السن والنساء، وأجبرتهم على مغادرتها تحت تهديد السلاح.
كما واصلت قوات الاحتلال الاستيلاء على المباني العالية داخل المخيم ومحيطه، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، تزامناً مع انتشار واسع لفرق المشاة بين المنازل والأزقة.
وفي وقت سابق السبت، استشهد وحيد عمر وحيد ماضي "صباغ" (51 عاماً) متأثراً بإصابته الحرجة في الصدر برصاص قناص تابع للاحتلال في حارة قاقون بالمخيم.
وتواصَل نزوح المزيد من العائلات من منازلها قسراً من مختلف حارات المخيم، بعد أن أجبرتها قوات الاحتلال على مغادرتها، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي خلفها العدوان المتواصل على المخيم، والذي تسبب في تدمير كامل للبنية التحتية وانقطاع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وإنترنت واتصالات، وما رافقه من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، حسب "وفا"، عدداً من المواطنين من المخيم وضاحية ذنابة المجاورة له.
وما زالت قوات الاحتلال تحاصر مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي بمدينة طولكرم، وتستولي على المباني المحيطة بهما، وتعرقل عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، كما تواصل الاستيلاء على المباني التجارية والسكنية وسط المدينة والأحياء الغربية والشرقية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.
وينتشر جنود الاحتلال المشاة في مختلف أحياء المدينة، ويدهَمون منازل المواطنين، وسط عمليات تفتيش بين المنازل والأزقة، وإيقاف المركبات والمواطنين والتدقيق في هوياتهم، والتنكيل بهم .
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على مدينة ومخيم جنين وبلدات أخرى في المحافظة، أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً حتى مساء السبت، فيما وسع عدوانه الاثنين الماضي ليشمل مدينة طولكرم، التي استشهد فيها 3 فلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد نحو 900 فلسطيني، وإصابة قرابة 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.