وقال الجيش، الأحد، إنّ خمسة جنود "سقطوا في القتال" في معارك بجنوبي لبنان، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا منذ بدء التوغل البري في جنوب لبنان في 30 سبتمبر/أيلول إلى 37 جندياً، ويرتفع عدد قتلاه وجرحاه في يومين إلى 15 قتيلاً و88 جريحاً.
وأورد جيش الاحتلال في بيان أنه "جرى السماح بنشر أسماء أربعة جنود سقطوا في القتال في جنوب لبنان"، موضحاً أن أربعة جنود آخرين أصيبوا بجروح خطيرة في القتال.
وأعلن في وقت لاحق مساء الأحد مقتل جندي خامس في الظروف نفسها، من دون أن يحدد ما إذا كان من بين الجرحى، وينتمي الجنود الخمسة وجميعهم من قوات الاحتياط إلى الكتيبة نفسها.
قتلى بغارات إسرائيلية
وأمس الأحد، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات على مناطق متفرقة من لبنان، كما دعا سكان 14 بلدة لإخلائها والتوجه إلى شمال نهر الأوَّلي.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا، الأحد، في غارات عدّة شنّتها إسرائيل على جنوب لبنان، و"بذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) إلى 2672، والجرحى إلى 12 ألفاً و468"، حتى مساء الأحد، وفق البيان.
وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية بسقوط "7 شهداء و24 جريحاً في حصيلة محدّثة لغارة العدو الإسرائيلي على عين بعال، و5 شهداء وجريح بسبب غارة العدو الإسرائيلي على البرج الشمالي، و9 شهداء و38 جريحاً في حصيلة نهائية لغارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا".
وأدت الغارة على حارة صيدا التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل إلى تدمير الطبقة الثالثة من المبنى المستهدف، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، وقالت إن الغارة تسببت بأضرار في الأبنية السكنية وعشرات المتاجر المحيطة بالمنطقة المكتظة في بلدة حارة صيدا.
وأغلق الجيش اللبناني الطريق المؤدّية إلى المنطقة، فيما عملت سيّارات إسعاف على إجلاء الضحايا، والمنطقة باتت أكثر اكتظاظاً، إذ لجأ إليها نازحون من مناطق أبعد إلى الجنوب.
وفي بلدة عين بعال كان من بين القتلى ثلاثة مسعفين من جمعية الرسالة للإسعاف الصحي، وقُتلت أيضاً ممرضة وثلاثة آخرون كانوا في محيط المكان.
حزب الله ينفذ 29 هجوماً
استهدف حزب الله، الأحد، قاعدة للصناعات العسكرية ومنطقة صناعية وتجمعات لقوات إسرائيلية و13 مستوطنة، ضمن 29 هجوماً أعلن عنها خلال أمس الأحد.
وقال حزب الله، في سلسلة بيانات عبر منصة تليغرام، إن مقاتليه في وحدات الدفاع الجوي أطلقوا صواريخ أرض-جو على طائرات حربية إسرائيلية في أجواء القطاع الغربي (جنوب)، وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
كما تصدّوا بصاروخ أرض-جو لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900" في أجواء البقاع الغربي، وأجبروها على الانسحاب.
كما أفاد الحزب بأن مقاتليه استهدفوا "قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا (شمال)" بدفعة صواريخ "كبيرة"، فيما شنوا "هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق (مدينة) عكا" الساحلية (شمال).
وفي جنوب لبنان قصف مقاتلو حزب الله قوة مشاة إسرائيلية في بلدة حولا بصاروخ موجّه و"أوقعوهم بين قتيل وجريح"، ولاحقاً استهدفوا بصواريخ تجمعاً لجنود إسرائيليين في منطقة خلة نايف، عند أطراف حولا.
كما استهدفوا مرتين تجمعاً لقوات إسرائيلية عند أطراف بلدة عيترون (جنوبي لبنان) بدفعة صواريخ وقذائف مدفعية، وأطلقوا صواريخ على قوات عند بوابة فاطمة الحدودية (جنوب).
وبدفعات صواريخ قصَف مقاتلو حزب الله تجمعات لجنود إسرائيليين في 6 مستوطنات هي: بيريا ومسكفعام (مرتين) ومرغليوت والمنارة (مرتين) وكرمئيل والمالكية، كما قصفوا بالصواريخ 3 مستوطنات هي: كريات شمونة ونهاريا وإييليت هشاحر شمالي إسرائيل.
واستهدف مقاتلو حزب الله كلاً من مستوطنتي شوميرا وزرعيت بمسيرتين انقضاضيتين، وأصابت كل منهما "أهدافها بدقة"، فيما استهدفوا كلاً من مستوطنتي سعسع وكفريوفال بمسيرتين انقضاضيتين وأصابت المسيرات "أهدافها بدقة".
فيما استهدفوا تجمعاً لقوات عند باحة المدخل الشمالي لموقع المرج (قبالة الحدود اللبنانية) بـ"مسيرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح".
كذلك استهدفوا "تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي شمال شرقي مستعمرة المنارة بمسيرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح"، وفق بيان.
وأطلق مقاتلو حزب الله دفعتي صواريخ على مربض الزاعورة في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن 2672، وبلغ عدد الجرحى 12 ألفاً و468، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.