تنطلق انتخابات البرلمان الأوروبي خلال أسبوعين، إذ إنَّه من المُقرَّر إجراؤها بين يومي 23 و26 مايو/أيار.
ويتنافس الآلاف من أعضاء الأحزاب في الاتحاد الأوروبي على 751 مقعداً خلال الانتخابات. إذ يمكن لأعضاء البرلمان الأوروبي اقتراح القوانين في المجلس الأوروبي ومناقشتها، إلى جانب 28 من حكومات الاتحاد الأوروبي.
ولم يَكُن البرلمان الأوروبي مؤسسةً ذات شأن أو أهمية قبل توقيع مُعاهدة لشبونة عام 2009. إذ أقرَّت المُعاهدة نظام الانتخاب بالتمثيل النسبي للأصوات، ما شجَّع مُختلف الأحزاب على المشاركة، ومهَّد الطريق لتمثيل الأصوات الهامشية في منصةٍ برلمانية "فوق مستوى الدول".
صعود اليمين المتطرف داخل البرلمان الأوروبي
يشتهر نايجل فاراج بحملاته الانتخابية الضعيفة. إذ أصبح عُضواً في البرلمان الأوروبي عام 1999. ولم يكن يعرفه الكثيرون آنذاك، حتى داخل حدود بريطانيا.
وبزغ نجم فاراج وحزبه، "حزب الاستقلال البريطاني"، بفضل الخُطب العدوانية التي كان يُلقيها فاراج داخل البرلمان الأوروبي، والتي شاهدها الملايين عبر يوتيوب، بعد سنواتٍ من الحملات المُطالبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
بزغ نجم فاراج وحزبه، "حزب الاستقلال البريطاني"، بفضل الخُطب العدوانية التي كان يُلقيها فاراج داخل البرلمان الأوروبي، والتي شاهدها الملايين عبر يوتيوب.
واكتسبت حملة التشكيك في الاتحاد الأوروبي، بقيادة ماريان لوبان و"حزب الجبهة الوطنية" اليميني الفرنسي، زخماً كبيراً في مُختلف أنحاء أوروبا. إذ فاز الحزب الفرنسي بربع المقاعد تقريباً في انتخابات عام 2014، أكثر من أي حزب، على الرغم من حصوله على ثلاثة مقاعد فقط في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2009، ومقعدين فقط في انتخابات عام 2012.
الخطاب المُعادي لتركيا على مر العصور
تعود مُحاولات تركيا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي إلى عام 1959، وبلغت تلك المُحاولات ذروتها مع بدء مفاوضات الانضمام في أكتوبر/تشرين الأول عام 2005.
وأدَّى صعود حركات اليمين المتطرف في أوروبا، وتوتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إلى تجميد محادثات الانضمام. وتستغل أحزاب اليمين المتطرف، والمُشكِّكين في الاتحاد الأوروبي، احتمالية انضمام تركيا "المسلمة" إلى الاتحاد الأوروبي عادةً من أجل نشر الخوف والإسلاموفوبيا بين قواعد ناخبيها.
إذ استخدم "حزب الاستقلال البريطاني" مُلصقاً، خلال حملات "بريكست" المُطالِبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2017، حمل عباراتٍ مثل "صوِّت من أجل الخروج"، و"ستنضم تركيا (بتعداد سكان 76 مليوناً) إلى الاتحاد الأوروبي".
أدَّى صعود حركات اليمين المتطرف في أوروبا وتوتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى تجميد محادثات الانضمام.
ولم يُخفِ بيورن هوكه، المتحدّث باسم"حزب البديل من أجل ألمانيا" في برلمان الولاية، مخططاته لإبقاء تركيا خارج الاتحاد الأوروبي في حال وصول حزبه إلى السلطة.
إذ قال هوكه "لا نمتلك السلطة لتنفيذ ذلك الآن، ولكننا سنحصل على السلطة، وسنتَّخذ الإجراءات اللازمة لنعيش حياتنا بحرية. وحينها سنُصدر توجيهاتنا التي تمنع كلمات (محمد، ومؤذن، ومئذنة) من اجتياز مضيق البسفور".
انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة
شهدت القارة ارتفاعاً حاداً في الحركات الشعبوية والقومية، في أعقاب الانتخابات الأوروبية الأخيرة عام 2014.
وتمكَّنت هذه الحركات من تحقيق النجاح أيضاً في صناديق الاقتراع داخل إيطاليا، وفنلندا، وإستونيا، واليونان، وإسبانيا، وفرنسا، والنمسا، وألمانيا، وبريطانيا، ودول أخرى.
لم يقتصر الخطاب المعادي لتركيا على أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب المُشكِّكة في الاتحاد الأوروبي بل امتدّ ليصل إلى أحزاب الوسط المحافظة.
وما تزال هذه الموجة مستمرة. إذ إنَّ استطلاعات الرأي حول انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، تُشير إلى ارتفاع قواعد ناخبي اليمين المتطرف أو استقرارها في مُختلف أنحاء أوروبا.
ولم يقتصر الخطاب المعادي لتركيا على أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب المُشكِّكة في الاتحاد الأوروبي؛ بل امتدّ ليصل إلى أحزاب الوسط المحافظة.
إذ قال مانفريد ويبر، زعيم "حزب الشعب الأوروبي" المُنتخب مُؤخراً والمُرشَّح المحتمل لرئاسة المفوضية الأوروبية خلفاً لجان كلود يونكر، خلال مقابلةٍ مع قناة Euronews منذ أسبوعين: "لا يمكن أن تُصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي".
وتُمثِّل عملية انضمام تركيا واحدةً من أكبر مخاوف تحالف اليمين المتطرف الذي يضُمُّ حزب "رابطة الشمال" الإيطالي، وحزب "البديل من أجل ألمانيا" الألماني، وحزب "الفنلنديين الحقيقيين" الفنلندي و"حزب الشعب الدنماركي". إذ أكَّد سالفيني، خلال حديثه عن قضية انضمام تركيا أمام الاتحاد الأوروبي، ضرورة إلغاء المحادثات مع تركيا وعدم الاكتفاء بتعليقها.