على رأسها الحرب في غزة.. ملفات تؤجج الخلاف المستمر بين نتنياهو وغالانت
كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن الأزمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، دخلت منعطفاً جديداً إثر هجوم متبادل بينهما، إذ اتهم مكتب نتنياهو، أمس الاثنين، غالانت بـ"تبني الخطاب المناهض لإسرائيل".
 وجَّه غالانت انتقادات حادة لنتنياهو خلال جلسة مغلقة في مكتب وزير الدفاع مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية / صورة: Reuters (Reuters)

ووجَّه غالانت، انتقادات حادة لنتنياهو، خلال جلسة مغلقة في مكتب وزير الدفاع مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، وتسربت أقوال غالانت إلى وسائل الإعلام، وتحولت إلى عناوين رئيسية، رغم التأهب الأمني المستمر في إسرائيل منذ نحو أسبوعين.

وحسب القناة "12" الإسرائيلية، قال غالانت، متحدثاً عن نتنياهو، في الجلسة: "أسمع طبولاً وثرثرة عن النصر المطلق. من المؤسف أنهم في الغرف (المغلقة) لم يظهروا الشجاعة نفسها"، وأوضحت القناة أن "غالانت كان يشير إلى رغبته في تنفيذ ضربة استباقية ضد حزب الله في بداية المواجهات الراهنة"، وهو ما عارضه نتنياهو.

وعلى الفور، رد رئيس الوزارء الإسرائيلي على أقوال غالانت عبر بيان جرى توزيعه على وسائل الإعلام، وحمل عنوان "النصر المطلق يتطلب أيضاً غالانت"، وقال مكتب نتنياهو: "عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل، فإنه يضر بفرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين"، في إشارة إلى المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة.

خلاف ليس الأول

الخلافات ما بين غالانت ونتنياهو تاريخية، فخلال الأزمة التي شهدتها إسرائيل بعد تقديم نتنياهو لخطة الإصلاح القضائي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إقالة غالانت من وزارة الدفاع في شهر مارس/أذار 2023.

وجاءت الإقالة بعد انتقاد غالانت لخطة نتنياهو للإصلاح القضائي معتبراً أنها "تسببت بانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ما يشكل خطراً مباشراً وملموساً على أمن الدولة".

لم يصمد قرار نتنياهو طويلاً، فبعد شهر من إقالة غالانت تراجع نتنياهو، وقرر الإبقاء عليه في وزارة الدفاع، لأسباب عدة على رأسها: موجة الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها القرار، وتوتر في الأوضاع الأمنية أصبح معه استبدال وزير الدفاع خطوة غير صحية، والأهم رغبة نتنياهو بالحفاظ على جبهة الليكود متماسكة في ظل أزمة الإصلاح القضائي.

هل يقيل نتنياهو غالانت؟

العداوة بين رئيس الوزراء ووزير دفاعه ظلت قائمة خلال شهور الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي الأسبوع الأول من شهر أغسطس/آب الحالي، أشارت مصادر صحفية إلى أن نتنياهو يدرس إقالة غالانت وتعيين رئيس حزب الأمل الجديد، جدعون ساعر، في منصبه.

ووفقاً لصحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلاً عن مصادر في حزب الليكود فإن "نتنياهو يرغب في إقالة غالانت، لكنه لم يصل إلى هذه المرحلة بعد. ولن يخاطر الآن، بسبب ردود الفعل التي من المرجح أن تخلقها مثل هذه الخطوة".

فيما أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أنّ نتنياهو لا ينوي إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وذلك بسبب خشيته من انعكاس ذلك سلبياً على العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت مصادر داخل حزب الليكود لهآرتس: "على النقيض من رئيس الوزراء، يتمتع وزير الدفاع بثقة الإدارة الأميركية ويعتبر صوت العقل ضد نتنياهو، الذي ينظر إليه على أنه شخص يتخذ قرارات من المفترض أن تدعم بقاءه الشخصي".

وبالاضافة إلى ما سبق، أوضح مصدر داخل الليكود في حديث مع هآرتس إلى أن خشية نتنياهو من ساعر وإمكانية انقلابه عليه لاحقاً تجعله قلقاً من تعيينه بدلاً لغالانت.

الحرب في غزة

تحتل الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة موقعاً مركزياً في الخلاف ما بين نتنياهو وغالانت، بدءاً من الصفقة مع المقاومة الفلسطينية لتبادل المحتجزين ووقف الحرب إلى الخلاف حول ترتيبات "اليوم التالي" للحرب في غزة التي يتجنب نتنياهو الخوض فيها، ويسعى غالانت لترويج خطة لإنشاء إدارة مدنية.

ففي شهر مايو/أيار الماضي، انتقد وزير الدفاع غالانت، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعد مقابلة ألمح فيها إلى إمكانية إنشاء حكومة عسكرية في قطاع غزة، قائلاً إن هذا الأمر "سيؤدي إلى كثير من الدماء والضحايا"، ودعا نتنياهو إلى اتخاذ قرار ودعم حكومة بديلة لحماس في قطاع غزة.

وتعرَّض غالانت بعد ذلك لهجوم واسع من وزراء وشخصيات سياسية محسوبة على اليمين الإسرائيلي، وتحديداً من وزيري الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش.

وعادت الحرب في غزة من جديد لتشكل عامل توتر بين نتنياهو وغالانت مع مساعي مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار.

ودعت الوساطة الثلاثية إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة أو الدوحة الخميس القادم، وبينما أعلنت تل أبيب اعتزامها إرسال وفد، دعت حماس الوسطاء إلى تقديم خطة لتنفيذ ما عرضوه عليها في 2 يوليو/تموز الماضي، استناداً إلى رؤية تقدم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

TRT عربي - وكالات