بين داعم ومُطالب بتنحيه.. انقسام كبير في الحزب الديمقراطي حول بايدن
بعد أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وُصف بـ"الباهت" في مناظرته أمام دونالد ترمب الأسبوع الماضي، انقسمت الآراء داخل الحزب الديمقراطي بين مؤيد ومعارض حول استكمال ترشح بايدن أو انسحابه لمنح الفرصة لمرشح آخر ديمقراطي يمكنه هزيمة منافسه الجمهوري.
بين داعم ومُطالب بتنحيه.. انقسام كبير في الحزب الديمقراطي حول بايدن / صورة: Reuters (Reuters)

وصرح ديمقراطيون بارزون، على رأسهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والنائب جيم كلايبورن، بأحاديث تشير إلى التناقض حول رؤيتهم فيما يتعلق بملاءمة بايدن للترشح للرئاسة لولاية جديدة، إذ أقرت بيلوسي بشرعية التساؤلات حول حالة بايدن، ما يعكس وجهات النظر المتذبذبة داخل الحزب.

"هزيمة للحزب"

يرى الرافضون لتنحى الرئيس، أن انسحابه سيكون بمثابة هزيمة للحزب، فيما دعا تيار من المانحين والمستشارين إلى التوقف عن إضاعة الوقت، والبدء على الفور في عملية البحث عن مرشح بديل.

ودعا السيناتور السابق عن ولاية أيوا توم هاركين، الذي خدم في مجلس الشيوخ لعقود إلى جانب بايدن، الديمقراطيين لحسم هذه القضية بقوله: "على جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الحاليين أن يكتبوا إلى بايدن ويطالبوه بإطلاق سراح مندوبيه والتنحى حتى يتمكن المؤتمر من اختيار مرشح جديد".

وحتى مساء الثلاثاء، ورد أن 25 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب يستعدون لمطالبة بايدن بالتنحي، وذكرت وكالة بلومبرغ نقلاً عن "مسؤول كبير في الحزب" لم تسمه، أن عشرات من الديمقراطيين في مجلس النواب يفكرون في التوقيع على رسالة تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.

وفي هذا السياق حث النائب الديمقراطي لويد دوجيت من تكساس الرئيس بايدن علناً على التنحي، و أمس الأربعاء وافقه في الرأي النائب الديمقراطي من أريزونا، راؤول جريج ألفا قائلاً في حديثه لصحيفة نيويورك تايمز: "إذا كان بايدن المرشح، فسوف أدعمه، لكنني أعتقد أن هذه فرصة للبحث في مكان آخر.. ما يحتاج إليه حقاً هو تحمل المسؤولية عن الاحتفاظ بهذا المقعد، وجزء من هذه المسؤولية هو الانسحاب من هذا السباق".

دعم من جميع حكام الولايات الديمقراطية

في المقابل دافع قياديون في الحزب الديمقراطي عن الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد مناظرته مع الرئيس السابق ترامب، إذ يعتقد ديمتري ميلهورن، واحد من أبرز المانحين في الحزب، أنه إذا أراد بايدن البقاء رئيساً، فإن أي نوع من الضغط هو مجرد مضيعة للوقت والطاقة والجهد والمال".

وقال إنه على الرغم من أن الدقائق العشر أو الخمس عشرة الأولى من المناظرة "كانت مزعجة للغاية"، فإن أداء بايدن لاحقاً في أتلانتا وفي تجمعات أخرى في ولاية كارولينا الشمالية أسهم إلى حد كبير في تهدئة أعصابه.

وحسبما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية، تحدث أوباما مع بايدن عبر الهاتف بعد المناظرة، معرباً له عن "دعمه الثابت"، ولكن لاحقاً ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن أوباما أخبر سراً الحلفاء الديمقراطيين أن "طريق بايدن لإعادة انتخابه كان صعباً بالفعل وأصبح أكثر صعوبة بعد المناظرة".

وقال السيناتور الديمقراطي الذي يعتبر من البدلاء المحتملين لبايدن، رافاييل وارنو، إنه لا يؤيد استبدال بايدن، مؤكداً أن المهمة الرئيسية هي التأكد من فوزه بالسباق في نوفمبر/تشرين الثاني.

ومساء الأربعاء، اجتمع الرئيس جو بايدن مع 24 من حكام الولايات الديمقراطيين ورئيس بلدية واشنطن، وأكد لهم قدرته على الترشح لولاية جديدة على الرغم من الأداء الباهت في المناظرة، وإثر الاجتماع أعلن جميعهم دعمه بايدن في سعيه للحصول على ولاية ثانية.

وقال حاكم ولاية ميريلاند، ويس مور، إن جميع الحكام أظهروا دعمهم الكامل للرئيس، في حين أكد حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز أن بايدن لا يزال قادراً على تحمل مسؤوليات المنصب، رغم تقدمه في السن.

بدورها، أكدت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، استمرار بايدن في السباق للفوز، فيما أبدت حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمير، دعمها القوي له عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويأتي كل هذا التأكيد لدعم بايدن في وقت يسعى فيه البيت الأبيض لنفي تقارير تفيد بتزايد الشكوك حول استمراره في السباق الرئاسي، إذ نفى المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس أي نية لإنهاء حملة الرئيس الانتخابية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أمس الأربعاء، في مؤتمر صحفي إن الرئيس جو بايدن "لا يفكر على الإطلاق" في الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية، وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية. وتابعت أنها شاهدت الرئيس يتجول في الجناح الغربي قبل أن تخرج إلى المنصة لحضور المؤتمر، وأنه "يبدو رائعاً".

كيف برر داعمو بايدن أداءه في المناظرة؟

وأشار عديد من التقارير إلى أن بايدن "فشل في إثارة الإعجاب، وقدّم أداءً ضعيفاً ومتقطعاً" في المناظرة الرئاسية الأولى ضد ترامب، واستُخدمت كلمات مثل "منخفض الطاقة" و"مريض على ما يبدو" لوصف مظهره في المناظرة التي نُظمت بناءً على إشارته.

كما بدأت روايات تلقي باللوم على التقويم الصارم للتحضير للمناظرة، الذي شهد عزل بايدن في كامب ديفيد لمدة ستة أيام، وأكد البيت الأبيض أنه أصيب بنزلة برد.

وقال تقرير لأكسيوس إنه ومنذ بداية رئاسته، حمى كبار مساعدي جو بايدن من اللقاءات مع الأشخاص داخل وخارج البيت الأبيض، ما أدى إلى صدمة لدى عديد من مساعدي البيت الأبيض عندما شاهدوا أداءه الضعيف في المناظرة.

وأقر زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز بأن بايدن عانى من انتكاسة في مناظرته مع ترامب، ولكنه قال إن أي انتكاسة ما هي إلا تمهيد للعودة.

واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، بأنه "ارتكب خطأ" خلال المناظرة الرئاسية الأسبوع الماضي، وفق ما نقلته شبكة CNN الأمريكية، وبرر ذلك بقوله: "قضيت ليلة سيئة، وحقيقة الأمر هي كما تعلمون أخفقت ارتكبت خطأ.. هذه 90 دقيقة على المسرح، انظروا إلى ما فعلته خلال 3 سنوات ونصف".

وعلل بايدن أن ذلك بالإرهاق سببه رحلتين إلى الخارج، وقال في حدث انتخابي بولاية فرجينيا مساء الثلاثاء: "لم أكن ذكياً جداً. قررت السفر حول العالم عدة مرات، والمرور عبر نحو 100 منطقة زمنية قبل المناظرة. وكدت أن انام على المسرح. هذا ليس عذراً لكنه تفسير".


TRT عربي