يسعى لرئاسة فرنسا بكتاب.. تعرّف فصول العنصرية في إصدار إيريك زيمور
عنصرية ومعاداة للإسلام هما السمتان البارزتان لحملة الصحفي الفرنسي إيريك زيمور التي يعتزم إطلاقها نحو رئاسة البلاد، هو الذي ما زال خوضه السباق الانتخابي القادم ليس مؤكداً، بدأ التجهيز له بإصدار كتاب يخلق الضجة والسخرية لما تضمنه من أخطاء لغوية فادحة.
"فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد" عنوان الإصدار الجديد لإيريك زيمور (AFP)

لم يعلن خوضه سباق الرئاسة بعد، لكنه بدأ بالتسخين لحملته بإصدار جديد اختار له العنوان "فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد". هو إيريك زيمور الصحفي الفرنسي والمرشح الرئاسي المحتمل الأكثرُ عنصريَّة ومعاداة للإسلام وتحميلاً للمهاجرين الانحطاط الذي تعرفه البلاد.

زيمور الذي قبلها بأيام تعهد إذا ما جرى انتخابه رئيساً للبلاد بمنع المسلمين من تسمية أبنائهم بأسماء عربية، تعهد كذلك بإغلاق المساجد التي يبسط من خلالها "الإسلامويون" نفوذهم، على حد تعبيره. بالمقابل هو يرى أنه "ليس هناك فرق بين الإسلام والإسلاموية" ما يضع كل تلك المساجد تحت وعيده. يأتي كتابه الأخير خالقاً الزخم الكبير نظراً للتوقيت الذي أصدر فيه ولما تضمنه من خطاب لا يقل عنصرية عن رسائل وقلم كاتبه، كما أثار موجة سخرية لِكَم الأخطاء اللغوية الفادحة التي تضمنها بداية من أول صفحة.

فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد؟

هو تتمة لـ"الانتحار الفرنسي" الذي أصدره زيمور سنة 2014، يأتي كتابه الجديد الذي خرج للمكتبات في 16 سبتمبر/أيلول بعنوان "فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد". وإن كان في الكتاب الأول اهتم بتأصيل هذا الانتحار الفرنسي في فترة ما بين 1975 و2005، في الأخير يغطي بالتحليل فترة ما بين 2005 و2020.

في هذا الكتاب حيث يخلص صاحبه إلى أن من أسماهم "القوى التقدمية" انطلقوا في تصعيد "مخططاتهم التدميرية للمجتمع الفرنسي" بخلق التطرُّف لأنهم "فطنوا بأن مشروعهم لن ينجح إلا بنهج نسق متطرف من آليات التدمير. حيث من النادر أن كانت فرنسا ضعيفة، مهزومة، خانعة وخاضعة لهذا المد أكثر من أيامنا هذه" يقول زيمور في كتاب.

ويشير بالإصبع لهذا "الضعف والهزيمة" كونه مخططاً له من القوى التقدمية المتعاطفة مع المهاجرين والمسلمين، والتي "تتحالف معهم في إنجاح مخططاتها السياسية" حسب زعمه. وبالتالي يعلن عن مشروعه العنصري كجواب لهذه الوضعية المزعومة التي رصدها بالتحليل، مقراً بعدائه للتقدميين والمسلمين والمهاجرين كخلفية لكل الحلول السياسية التي يطرحها لها.

كتاب كصاحبه.. مثير للجدل

كما توقعه مراقبون، حقق كتاب زيمور منذ الأيام الأولى مبيعات نسب سحب كبيرة. بالمقابل عرف إصداره تعثراً كاد يجهض المشروع نظراً لرفض ناشر زيمور المعتاد، دار "ميشيل ألبان"، أعلنت في آخر لحظة رفضها نشر الكتاب، معللة خيارها ذاك على لسان مديرها بأن "الدار لم تعد تريد نشر كتب مفرطة في المعالجة السياسية"، كما أن زيمور "يريد التحول بكتابه من كاتب إلى رجل سياسة" في إشارة إلى عزمه الترشح للانتخابات واستغلاله الكتاب كحملة له سابقة لأوانها.

ولم تكن المكتبات الفرنسية كلها موافقة على عرض نسخه على رفوفها، ومنها من وجد حلاً آخر، هو التبرع بعائدات بيع الكتاب لجمعية تنشط في مساعدة المهاجرين. كما هو الحال بالنسبة لمكتبة " Au temps des livres" الصغيرة بالعاصمة باريس، والتي اختارت مالكتها التبرع بكامل عائدات بيع الكتاب لمؤسسة "دار آدم" لمساعدة المهاجرين.

تقول صاحبة المكتبة بأن القرار نابع من "قناعاتها الفردية"، فيما نعتته وسائل الإعلام الفرنسية بـ"القرار الشجاع"، فضلت صاحبة المكتبة أن تبقي هويتها سرية، معلقة على توصيفات الصحافة بأنها ليست الشجاعة في القصة بل "أولئك المهاجرون الذي قطعوا المتوسط هم الشجعان الحقيقيون" تقول.

هذا وأثار كتاب زيمور موجة سخرية لا تقل ضخامة عن ضجته، نظراً لتضمنه أخطاء لغوية فادحة. وعلَّقت صحافية برنامج "Quotidien" الذي يبث يومياً على قناة TMC الفرنسية متهكمة بأنه "كما عند بروست وبالزاك الجمل الأولى من نص الكتاب تكون أساسية في إعطاء نظرة كاملة على محتواه، في كتاب زيمور كذلك يحدث هذا الأمر"، قبل أن تقرأ كمَّ الأخطاء اللغوية التي ارتكبها الكاتب في السطرين الأولين لكتابه.

TRT عربي