مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني.. مهدَّد بنيران إسرائيل
تأسس مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني كمستشفى جامعي يخدم كمركز تدريب لطلاب الكليات الطبية التابعة للجامعة الإسلامية، بتمويل كريم من الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان.
مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني / صورة: AA Archive (AA Archive)

باستنساخ تصميم هندسي لمستشفى في مدينة جزرة التركية وعلى مساحة 33 ألفاً و400 متر مربع، شُيِّد مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في قطاع غزة عام 2011. ذلك المستشفى الذي يعد مستشفى السرطان الوحيد في القطاع، تعرض محيطه للقصف الإسرائيلي ضمن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

تأسس مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني كمستشفى جامعي يخدم كمركز تدريب لطلاب الكليات الطبية التابعة للجامعة الإسلامية، بتمويل كريم من الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان.

أنشئ مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني بهدف سد الفجوة الكبيرة في الرعاية الصحية في قطاع غزة، خصوصاً في مجال علاج الأمراض المزمنة مثل الأورام، وتعزيز القطاع الطبي وتقديم خدمات صحية شاملة ومتنوعة للمجتمع المدني.

بدأ تنفيذ مشروع مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني عام 2011، واستغرق وقتاً طويلاً للانتهاء بسبب الظروف الصعبة في قطاع غزة. وشُغِّل المستشفى رسمياً في مارس/آذار 2020. شركة "AKR" للمقاولات التركية بنت المستشفى، فيما تابعته وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا".

وفي أعقاب جائحة كوفيد-19 في عام 2020، حوِّل مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني ليعمل مرفقاً لعزل وعلاج حالات الإصابة بالفيروس بناءً على توجيهات السلطات الفلسطينية.

ومع بدء تراجع جائحة كوفيد-19 في نوفمبر 2021، نقلت وزارة الصحة في غزة خدمات علاج الأورام من المستشفيات الحكومية المختلفة في القطاع إلى مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني بهدف توحيد الخدمات التشخيصية والعلاجية في مركز واحد متخصص ومتكامل.

يدار المستشفى حالياً بالتعاون بين الجامعة الإسلامية ووزارة الصحة.

بلغت تكلفة بناء المستشفى نحو 40 مليون دولار، بالإضافة إلى 10 ملايين دولار لتجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة.

ويبلغ عدد العاملين في المستشفى (192) موظفاً موزّعين على الأقسام ويتركزون بشكل رئيسي في دائرة العيادات الخارجية المسؤولة عن وحدة علاج الأورام، والقلب، والدم.

موقع مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

بُني مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني على مساحة واسعة تبلغ 33 دونماً في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وتحديداً إلى الجهة الشمالية من شارع الحرية. اختير هذا الموقع بعناية فائقة وبعد دراسة شاملة، حيث يتميز بالهدوء والبيئة الخضراء، ويتمتع بموقع استراتيجي متميز، بهدف تعزيز ثقافة الراحة للمرضى وتعزيز ممارسة الطب التلطيفي لمرضى الأورام في بيئة صحية وجغرافية مريحة.

يتميز مبنى مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الذي يتخذ شعار عبارة عن طائر يتحد معه العَلمان الفلسطيني والتركي، بتصميم أفقي أكثر من الرأسي، حيث تبلغ مساحة الأرض التابعة للمستشفى 22.5 دونم، والمساحة الطابقية 8.5 دونم، وإجمالي مساحة المباني 3.4 دونم. ويوجد جسر يربط المستشفى بمبنى كلية الطب التابعة للجامعة الإسلامية، مما يوفر ربطاً ملائماً بين المؤسستين.

رؤية مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

تتضمن رؤية مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني تقديم خدمات صحية عالية الجودة باستخدام أحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية المستندة إلى الأدلة العلمية. ويهدف المستشفى إلى أن يكون المرجعية العلمية والبحثية في المحافظات الجنوبية للوطن، وذلك من خلال تلبية احتياجات جميع الفئات الصحية.

أهداف مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

تتمثل أهداف مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في تقديم الرعاية الطبية للمرضى، خصوصاً لمرضى الأورام، بالإضافة إلى دعم الصحة النفسية للمرضى. يسعى المستشفى أيضاً للنهوض بالقطاع الصحي وتطويره بناءً على أسس البحث العلمي الطبي المعتمد عالمياً. كما يقوم بتدريب طلاب الكليات الصحية وتزويدهم بالخبرة العملية اللازمة لتأهيلهم لسوق العمل الطبي. ويعزِّز المستشفى أيضاً البحث العلمي في مجالات الطب والتمريض والصحة النفسية.

التحليل المعماري مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

يتألف مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني من 8 مبانٍ مترابطة تضم 4 غرف عمليات، ووحدات العناية المركزة، ومختبرات، و200 سرير. يستطيع المستشفى استيعاب ما يصل إلى 30 ألف مريض سنوياً بكامل طاقته. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التدريب الصحي لـ500 طالب طب، و800 طالب تمريض، و400 طالب خدمات صحية مساعدة سنوياً.

يتمتع مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني بممر منحنٍ يربط بين الأقسام المختلفة، مما يسهل حركة الفريق الطبي والمرضى والعاملين في المستشفى.

تتكون أقسام مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني من:

قسم A: يضم بنك الدم والعمليات والعلاج الطبي.

قسم B: يشمل المناظير والصيدلية.

قسم C: يضم مبيت الرجال والكلى ووحدة القلب والحضانة.

قسم E: مخصص لمبيت النساء.

قسم F: يتضمن العيادات الخارجية والأشعة والمختبرات.

قسم G: يحتوي على العيادات الخارجية وقاعة المؤتمرات.

قسم H: مخصص لإدارة المستشفى.

وتتكون جميع الأقسام من 4 طوابق، باستثناء قسمي C وE المكونين من 6 طوابق، وقسم الإدارة المكون من 4 طوابق.

استُخدم الحَجَر القدسي لتغطية الواجهات الخارجية لمستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، بينما استُخدمت واجهات زجاجية في بعض المواقع. واستُخدمت طريقة فريدة من نوعها في بناء الحجر القدسي للمشروع، حيث جرى ثقب 4 ثقوب في كل حجر لتثبيته بواسطة 4 براغي في إطار حديدي، ووُضع الكلكل بين الإطار والحجر ليعمل عازلاً حرارياً.

أما بالنسبة إلى التشطيب الداخلي لمستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، فقد استُخدمت القصارة الجبسية ودهانات سوبر لوكس عالية الجودة ومريحة تناسب طبيعة المكان. ورُوعيت فراغات المستشفى في أثناء التشطيب، حيث استُخدمت مواد مضادة للبكتيريا في تشطيب الجدران وأسقف غرف العمليات، ومواد مضادة للكهرباء الساكنة في الأرضيات. علاوة على ذلك، صُممت الغرف من دون زوايا، وذلك لأغراض التعقيم ومنع انتشار البكتيريا. كما جُهزت جدران غرف الأشعة بمواد خاصة لعزل الأشعة ومنع انتقالها.

استهداف مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

في الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أعلنت مصادر طبية في مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني، الذي يعد المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الأورام في قطاع غزة، أن أجزاء كبيرة من خدماته توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود.

والأحد الـ29 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، تعرض محيط مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني لقصف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في أضرار بالغة بالمبنى.

وأشار مدير المستشفى إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بزيادة معاناة مرضى السرطان، عبر حرمانهم من العلاج والسفر إلى الخارج للعلاج، بل إنه بات يُعرِّض حياتهم للخطر بقصفه المستشفى.

بيان وزارة الخارجية التركية بشأن استهداف مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني

أعلنت وزارة الخارجية التركية عن استنكارها الشديد، وبأشدّ العبارات، الهجوم الإسرائيلي على مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الوحيد الذي يعالَج فيه مرضى السرطان في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية التركية: "نُدين هجوم إسرائيل اليوم على مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في غزة"، وإنه "لا مبرر للهجوم على المستشفى الوحيد الذي يعالَج فيه مرضى السرطان في غزة".

وأضافت الوزارة: "شاركنا جميع معلومات المستشفى وإحداثياته مع السلطات الإسرائيلية سابقاً لكي لا يتم استهدافه"، مبينة أن "حصار الفلسطينيين في غزة والهجوم الوحشي عليهم ينتهكان القانون الدولي".

TRT عربي