تحترف العلاونة الرسم على مساحات ضيقة، كالرسم على الزجاج ورسم النقوش والأشكال الهندسية. تحاول العلاونة كما تقول لـTRT عربي "استنطاق مساحة صغيرة بحجم كيس شاي، لنوصل فكرة أو نعبر عن رأي".
تركز العلاونة على تحويل أكياس الشاي بعد استعمالها وتجفيفها إلى لوحات فنية لمشاهير وفنانين مثل: أم كلثوم وتشي جيفارا وغيرهما من الشخصيات، وتعود بنا إلى حنين الماضي من خلال رسومات لشخصيات كرتونية تعيد ذكريات الطفولة، ومستلزمات قديمة كانت تستخدم في القرن الماضي مثل الهواتف وآلات التصوير القديمة.
تقول: "اخترت الرسم على أكياس الشاي لأن الفكرة غير تقليدية، وأحببت تجربة خامة جديدة للرسم عليها، والسبب الثاني أنني أردت تأكيد فكرة عدم احتياجنا إلى مساحات شاسعة ولا إمكانيات كبيرة للإبداع والرسم".
بدأت العلاونة فكرة الرسم على أكياس الشاي منذ أربع سنوات، لكنها بدأت نشر رسوماتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي حديثاً، لتستقطب جمهوراً واسعاً عبر حسابها على موقع فيسبوك، وقالت العلاونة: "وجدت الكثير من التشجيع والدعم منذ خطواتي من قِبل عائلتي والأصدقاء، وعندما نشرت الرسومات على شبكات التواصل الاجتماعي تفاجأت بحجم المشاركة من قِبل المتابعين".
العلاونة التي تحمل شهادة بكالوريوس في الإرشاد النفسي، تحاول إرسال رسالة أيضاً هي ضرورة تدوير الأشياء والاستفادة منها والاستفادة من المساحات مهما كانت تلك المساحات صغيرة، "يجب تقدير المساحة حتى لو كانت صغيرة ومحدودة جداً".
تطمح العلاونة كما تقول لـ"إيصال الأفكار والرسائل إلى الناس ببلاغة كبيرة عن طريق الرسم". تركز العلاونة على ذكريات الطفولة في رسوماتها بهدف "استحضار الماضي في مساحة محدودة"، إذ لا تتجاوز مساحة الرسمة الواحدة 7 سنتيمترات مربعة.
رسام الكاريكاتير الأردني عمر العبد اللات يرى في رسومات العلاونة "أكثر من رائعة وتحتاج إلى صبر كبير، تحاول العلاونة التعبير عن مشاعرها برسومات على مساحات صغيرة تحتاج إلى الكثير من التركيز والشغف، والتأني".
وتبدع العلاونة أيضاً بالرسم على الخزفيات مستخدمة الخط العربي، وقد وظفت مهارتها في رسم نقوش على الأواني الخزفية تحمل اسم الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام- رداً على الرسوم الفرنسية المسيئة.
أكياس الشاي لدى العلاونة ليست للشرب فقط، فهي ترى في تلك المساحات الصغيرة مساحات واسعة للإبداع، فعلى الرغم من صغر حجمها فإنها تنقل من خلالها شجون الطفولة وتكرِّم شخصيات لها أثر في الحياة.