أدى الزلزال الذي ضرب أقاليم الحوز وتارودانت، جنوب المغرب، ليلة الـ8 سبتمبر/أيلول، إلى إزهاق ما لا يقل عن 2946 قتيلاً و5674 مصاباً، وفق آخر حصيلة للضحايا، قدمتها السلطات المغربية. بينما يُضاف إلى هذا عشرات آلاف الأهالي، وخاصة من سكان القرى الجبلية النائية، الذين أصبحوا من دون مأوى.
أمام هذا المصاب الكبير، لم تقف جمعيات المجتمع المدني التركية مكتوفة الأيدي، بل هبت لإغاثة وإنجاد إخوانهم المغاربة. سواء عبر إرسال فرق بحث وإنقاذ بالكلاب، للمساعدة في العثور على ناجين تحت الأنقاض، أم بتسيير قوافل مساعدات إنسانية كالتي قادتها منظمة "IHH" إلى القرى المتضررة.
فرق إنقاذ منظمة "حسنة"
من بين هذه المنظمات منظمة "حسنة" التي نشرت فرق إنقاذ بالكلاب للبحث عن ناجين في القرى المغربية المدمرة. وتتضمن هذه الفرق أربعة منقذين بكلابهم المدربة على رصد الأحياء تحت الأنقاض، من بينهم المنقذ السويدي كيرال كريستال وكلبه كيلار الذي أنقذ 18 شخصاً خلال زلزال قهرمان مرعش.
وفي مخيم بوسط قرية أمزميز، جنوبي مراكش، التقى موفد TRT عربي فريق منقذي "حسنة". وفي حديثه إلى الموقع، قال كيرال كريستال: "منذ سماعنا الأنباء عن وقوع زلزال بالمغرب، تواصلنا على جناح السرعة بمنظمة حسنة، التي منحتنا الضوء الأخضر والدعم اللوجستي للحضور هنا".
وأضاف المنقذ كريستال : "عند وصولنا إلى المغرب وجدنا كل ما نحتاجه، فحسنة نسقت (مع السلطات المغربية)، هكذا ساعدونا في إيجاد السيارات وفي إيجاد موقع لمخيمنا، وقدموا كل المساعدات اللوجستية لوصولنا إلى المناطق التي عملنا فيها".
ومن جانبه قال المنقذ سعد عطية، وهو من منظمة ISAR الهولندية، الذي لجأ وفريقه أيضاً لـ"حسنة" من أجل توفير الدعم اللوجستي للعمل بالمغرب، "لقد خسرنا يوم عمل في البحث عن منظمة تحتضننا لتسهيل دخولنا المغرب (...) فاتصلت بالزميل (كيرال كريستال) الذي أعرفه منذ عملنا معاً في زلزال تركيا، وهو الذي ضمنا إلى فريق حسنة".
وأردف المنقذ العراقي الأصل، بأنهم اشتغلوا في ثلاث قرى متضررة بالزلزال هي أشكال وأزغور وتنيرت. وحسب السيد عزيز، الذي يعمل كسائق ومساعد لفريق الإنقاذ، فإن "الطريق كانت وعرة جداً، وكان هناك خطر تساقط الأحجار"، مؤكداً عزم الفريق على التدخل من أجل إنقاذ الأرواح العالقة تحت الأنقاض.
وتعد "حسنة" منظمة خيرية دولية، تأسست عام 2012، ولها وجود في أربع قارات من العالم. وتضم المنظمة مئات الآلاف من المتبرعين، وتقدم خدماتها الإغاثية في المناطق التي تشهد نزاعات أو كوارث طبيعية.
مساعدات "IHH" للقرى المغربية
وبالتزامن مع عمل فرق البحث والإنقاذ التابعين لـ"حسنة"، كانت القوافل الإغاثية لمنظمة تركية أخرى تصل إلى القرى المغربية لنشر الفرحة والسرور على وجوه المكلومين بفعل الزلزال. وهي "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية (IHH)، التي نظمت بدورها عمليات توزيع مساعدات في القرى التي طالها الزلزال.
وفي لقائنا معه، قال السيد صالح جند الله، منسق عملية الإغاثة بالمغرب، إنه: "استفدنا من تجربة عملنا في المناطق التي ضربها الزلزال بولاية هاطاي التركية، وهو ما مكننا من خبرة عالية في التعامل مع هذه الأوضاع، كما دفعنا للقدوم إلى المغرب من أجل المساعدة، أول ما علمنا بخبر الزلزال".
وأضاف السيد جند الله: "أجرينا إلى الآن جولتين من عملية توزيع المساعدات في المغرب، الجولة الأولى استهدفت 160 عائلة، وفي الجولة الثانية نحو 36 عائلة في قرية ثلاث نيعقوب (المحاذية لبؤرة الزلزال)، بينما هدفنا هو إيصال المساعدات إلى 1000 عائلة متضررة خلال الأيام القادمة".
وتعمل "هيئة الإغاثة الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية تركية، في مجال الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والدبلوماسية الإنسانية في عشرات الدول. ويعود إنشاؤها إلى عام 1992، بهدف جمع التبرعات والمساعدات الإنسانية وتقديمها للمحتاجين حول العالم.