تواصل مزاعم التلاعب بالأسهم والاحتيال المحاسبي من شركة "هيندينبيرغ ريسيرش" للأبحاث في نيويورك ضد مجموعة "أداني" زيادة الضغط على المجموعة الهندية ومؤسسها غوتام أداني البالغ من العمر 60 عاماً، والذي كان في وقت من الأوقات في المرتبة الثانية بعد إيلون ماسك في قائمة أغنى أغنياء العالم.
وعلى إثر هذه المزاعم، خرج أداني من قائمة أغنى 5 أشخاص في العالم بعد خسارة مجموعته أكثر من 50 مليار دولار من قيمتها السوقية فيما يزيد قليلاً عن 6 ساعات من التداول في مومباي، الجمعة. مما كلّف غوتام أداني ما يزيد عن 20 مليار دولار، أو نحو خُمس ثروته، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وبينما زعم تقرير "هيندينبيرغ" أن أداني أغنى أغنياء الهند والشريك المقرب من رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ليس سوى خدعة عملاقة، ردّ أداني بالقول إن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، واعتبرها هجوماً على الهند نفسها.
من غوتام أداني؟
ولد الملياردير الهندي غوتام أداني لعائلة صغيرة من تجار المنسوجات عام 1962 في ولاية غوجارات الصناعية الغربية. ترك الجامعة وبدأ حياته المهنية في فرز الألماس لشركة في المركز المالي لمومباي. واستورد لاحقاً المواد المستخدمة في السلع المصنعة وبحلول منتصف التسعينيات كان يدير ميناء موندرا الذي يمتلكه الآن.
وأداني رئيس ومؤسس مجموعة أداني، وهي مجموعة متعددة الجنسيات مقرها أحمد آباد تشارك في تطوير وتشغيل المواني في الهند. ويشغل أداني أيضاً منصب رئيس أداني فاونديشن، التي تقودها بشكل أساسي زوجته، بريتي أداني.
ويُنظر إلى رجل الأعمال على أنه أقرب من أي ملياردير هندي آخر إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي ينحدر أيضاً من ولاية غوجارات. كما تعمل استراتيجية شركة أداني بالتوازي مع جهود مودي لتطوير اقتصاد الهند البالغ 3.2 تريليون دولار، وفقاً لتقرير نشرته بلومبيرغ.
ما صافي ثروته؟
في سبتمبر/أيلول 2022، أصبح غوتام أداني ثالث أغنى شخص في العالم لفترة وجيزة فقط، عندما ارتفع صافي ثروته إلى 150.6 مليار دولار في تصنيفات فوربس للمليارديرات في الوقت الفعلي. وتفوق أداني حينها على مؤسس أمازون ورئيس مجلس إدارتها جيف بيزوس الذي تراجعت ثروته بنحو 10 مليارات دولار إلى 150.2 مليار دولار، بعد أن هبطت أسهم عملاق التجارة الإلكترونية بنسبة 7% في نيويورك يوم 13 سبتمبر/أيلول 2022.
وبينما تعرض صافي ثروته للهبوط في الأيام التي أعقبت نشر تقرير "هيندينبيرغ" في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، كان لا يزال أحد أغنى الرجال في العالم وفقاً لـمؤشر فوربس للمليارديرات، والذي وضع أداني بالمرتبة الـ15 على مستوى العالم، بصافي ثروة تقدر بنحو 75.1 مليار دولار.
مجموعة متنوعة من الأعمال
تضم مجموعة أداني اليوم 6 شركات كبرى لها مصالح تتراوح من الطاقة إلى النقل وتطوير البنية التحتية. إنها أكبر مشغل للمواني في الهند وتدير بعضاً من أكبر المطارات في البلاد.
فيما جاء جزء كبير من ثروة أداني من التعدين والشحن والطاقة من الفحم، حيث ضاعفت الهند من الوقود الأحفوري لانتشال الملايين من الفقر. الآن، قد تكون مجموعة أداني قوة حاسمة في المستقبل الأخضر للهند، حيث سبق أن تعهدت باستثمار عشرات المليارات من الدولارات لتطوير الطاقة المتجددة في البلاد.
وعن قوة علاقاته السياسية مع مودي، أشارت بلومبيرغ إلى أن أداني بدأ في عام 2021 في بناء مرفق ميناء رئيسي في سريلانكا، حيث قال مسؤولون من كلا البلدين حينها إن الخطة حظيت بتشجيع من حكومة مودي، التي تريد كبح النفوذ الصيني في الدولة الجزيرة.
ما ادعاءات "هيندينبيرغ"؟
أصدرت هيندينبيرغ التي أسسها البائع على المكشوف ناثان أندرسون، تقريراً من 100 صفحة يتهم المجموعة الهندية باستخدام شبكة من الشركات في الملاذات الضريبية لتضخيم الإيرادات وأسعار الأسهم، حتى مع تراكم الديون. ومن بين المزاعم:
- - حددت 38 كياناً وهمياً في موريشيوس يسيطر عليها شقيق أداني، فينود أداني، أو شركاؤه المقربون بالإضافة إلى الكيانات التي يسيطر عليها في ملاذات ضريبية أخرى، والتي على ما يبدو قد استخدمت للتلاعب بالأرباح.
- كانت مجموعة أداني في السابق محور أربعة تحقيقات حكومية رئيسية تتعلق بمزاعم الاحتيال.
- يبدو أن شركتين رئيسيتين ضمن مجموعة أداني يخضعان للتدقيق من قبل شركة محاسبة صغيرة، ليس لديها موقع إلكتروني حالي، ولديها أربعة شركاء فقط و11 موظفاً فقط. مشيرةً إلى أنها "بالكاد قادرة على القيام بأعمال تدقيق معقدة".
وقالت هيندينبيرغ إنها تبيع أسهم مجموعة أداني على المكشوف عبر السندات المتداولة في الولايات المتحدة والمشتقات غير المتداولة في الهند، وأن تقريرها "يتعلق فقط بتقييم الأوراق المالية المتداولة خارج الهند"، مضيفة أنها "ترحب" باتخاذ إجراء قانوني في الولايات المتحدة.