"ترمب الأرجنتين".. تعرف الرئيس الذي نقل سفارة بلاده للقدس وعلاقته باليهودية
مباشرةً فور وصوله إلى إسرائيل، أعلن رئيس الأرجنتين خافيير مايلي عن قراره بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وبهذا القرار، يسلك مايلي الطريق نفسه الذي سلكه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، عندما نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس.
الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يوقع على سجل الزوار خلال زيارة إلى الحائط الغربي، بالقدس في 6 فبراير/شباط، 2024. / صورة: AFP (AFP)

فور وصوله إلى إسرائيل الثلاثاء، وفي أول زيارة دبلوماسية له كرئيس للأرجنتين، أعلن خافيير مايلي عن قراره بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وفقاً لما نقلته وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقال مايلي لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي استقبله على مدرج مطار بن غوريون قرب تل أبيب: "خطتي هي نقل السفارة إلى القدس الغربية". وبهذا القرار، يسلك الرئيس الأرجنتيني الطريق نفسه الذي سلكه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، عندما نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس.

وفي مخالفة واضحة لقرارات الشرعية الدولية، يعد هذا القرار بمنزلة اعتراف أن القدس عاصمة لإسرائيل. كما يعتبر انحرافاً خطيراً عن السياسة التي لطالما انتهجتها أمريكا اللاتينية في تأييد الفلسطينيين وحقوقهم. فما قصة رئيس الأرجنتين الذي تولى منصبه في ديسمبر/كانون الأول الماضي وقال إنه قد يتحول إلى الديانة اليهودية؟

"ترمب الأرجنتين"

خافير مايلي، الذي دائماً ما شبَّهه أصدقاؤه وأعداؤه برئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، والرئيسين الأمريكي والبرازيلي السابقين، دونالد ترمب وخافيير بوليسنارو، يعرّف نفسه باعتباره اقتصاديّاً "رأسماليّاً فوضويّاً". دخل معترك السياسة حديثاً بعد أن انضم إلى الحزب الليبرالي في 2019، ونال عضوية مجلس النواب عام 2021.

وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تصف سيرة ذاتية لـ"ميلي" غير مصرح بها بأنه شخص "وحيد زئبقي عانى في طفولته إساءة معاملة الوالدين والتنمر في ساحة المدرسة خلال الثمانينات" وأُطلق عليه لقب "إل لوكو" (الرجل المجنون).

وخلال السباق الانتخابي، لطالما أكد مايلي عن نيته التقارب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في مقابل قطع العلاقة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين للأرجنتين (الصين والبرازيل)، لأنه "لا يريد التعامل مع الشيوعيين والاشتراكيين"، ولا ينوي العمل مع روسيا أو المشاركة في تجمع "بريكس".

زيارة التهويد

قُبيل انتخابه قال في مقابلة مع صحيفة El Pais الإسبانية إنه قد يتحول إلى اليهودية. وفور انتخابه، قام مايلي بتعيين الحاخام أكسل واهنيش، الذي يدرسه الديانة اليهودية ويرافقه في الزيارة لإسرائيل، سفيراً للأرجنتين لدى تل أبيب.

وبعد وصوله مباشرةً، توجّه الرئيس الأرجنتيني إلى الحائط الغربي في القدس. والتقى مايلي الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث كيفية توطيد العلاقة بين البلدين. والتقى أيضاً مع حاخامات يهود إبان زيارته مواقع يهودية بارزة في القدس.

وفي سلسلة من الأنشطة المقررة له حتى يوم الخميس، يزور مايلي تجمعاً سكانياً في جنوب إسرائيل، وسيلتقي عائلات المحتجزين، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

وفي وقت سابق، قال مايلي إنه سيجعل بلاده تُصنف حماس كمنظمة إرهابية.

رفض فلسطيني

ويأتي القرار الأرجنتيني بينما يشنُّ الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 27 ألف شهيد وما يقرب من 67 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب الأمم المتحدة.

وحتى الوقت الراهن امتنعت الأغلبية العظمى من الدول عن نقل سفاراتها إلى القدس، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وكوسوفو وغواتيمالا وهندوراس وبابوا غينيا الجديدة.

ولطالما طالبت السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية السنوات الماضية الدول بالامتناع عن نقل سفاراتها إلى القدس.

من جهتها، أدانت حركة حماس، الثلاثاء، قرار الأرجنتين نقل سفارتها في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة، معتبرة ذلك "تعدياً على حقوق الفلسطينيين ومخالفة لقواعد القانون الدولي". ودعت الرئيس الأرجنتيني إلى العدول عن هذا القرار الذي وصفته بـ"الظالم والخاطئ".

ورأت حماس أن القرار يضع الأرجنتين في خانة الشريك للمحتل في انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، وحقوقه الوطنية في أرضه ومقدساته.


TRT عربي