في حفل ترأسه العاهل محمد السادس يوم الاثنين جرى تقديم نماذج لأوّل سيارتين من إنتاج المغرب. ووفق ما كشفت وكالة أنباء المغرب العربي، أُطلق اسم "نيو" (Neo) على السيارة المحلية، وهي من تصنيع شركة “نيو موتورز” المموّلة برؤوس أموال مغربية.
وقُدّم في الحفل أيضاً نموذج لسيارة مغربية تعمل بالهيدروجين، من إنتاج شركة صناعة السيارات المحلية "نامكس" (NamX)، وأُطلق عليها اسم مركبة الهيدروجين المتعددة الأغراض "HUV".
ولم تدخل السيارتان بعدُ مرحلة التسويق للعموم، وأنشأت شركة "نيو موتورز" وحدة صناعية في عين عودة جنوب الرباط لتصنيع سيارات موجهة إلى السوق المحلية والتصدير، باستثمار ناهز 15.38 مليون دولار وبقدرة إنتاجية تبلغ 27 ألف وحدة في السنة.
وأشارت وكالة الأنباء المغربية إلى أن هذه الخطوة تأتي لتعزيز علامة "صُنِع في المغرب" ويدعم مكانة المملكة لتكون منصة تنافسية لإنتاج السيارات.
ما مواصفات "نيو" و"نامكس"؟
في حديث له مع موقع "اليوم 24" المحلي كشف مدير شركة "نيو موتورز" المغربية نسيم بلخياط أنه سيجري طرح سيارة "نيو" التي تصنعها شركتها في الأسواق بحلول شهر يوليو/تموز القادم، وسيتراوح سعرها ما بين 170 و190 ألف درهم مغربي (ما بين 16.7 ألف و18.7 ألف دولار).
وتُعَدّ "نيو" سيارة رباعية الدفع من فئة "كروس أوفر" ذات الأبواب الثلاث، صالحة للمناطق القروية والجبلية، ويعمل محركها بالبنزين، باستهلاك يتراوح بين 5.2 إلى 6.4 لتر في 100 كيلومتر.
وحسب بلخياط فإن "نيو" تحمل محركاً من الجيل الجديد، جرى تصنيعه من طرف مصانع شركة "PSA" في مدينة القنيطرة، والمعروفة بتصنيعها سيارات شركة "بوجو سيتروين"، فيما 60% من قطع غيار السيارة الجديدة من إنتاج المصانع المغربية.
وفي ما يتعلق بسيارة "نامكس" التي يعمل محركها بالهيدروجين فهي سيارة صديقة للبيئة بـ0% انبعاثات كاربونية. وتتراوح قوة محركها ما بين 300 و550 حصان، ومزودة بخزان وقود ثابت، إضافة إلى ست كبسولات محمولة من أجل تسهيل التزود بالهيدروجين وتسريع شحنه، وهو ما يمكنها من السير إلى 800 كيلومتر بعملية ملء واحدة.
وجرى تصميم هذه السيارة من طرف الشاب المغربي فوزي نجاح (30 سنة)، بشراكة مع المكتب الإيطالي المرموق للتصميم والمتخصص في هياكل السيارات "بينينفارينا".
أول منتِج للسيارات في إفريقيا
عقب تقديم نماذج السيارتين قال وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور إن الإعلان عن سيارات "نيو" و"نامكس" يُدخل صناعة السيارات المغربية في "عهد جديد"، فيما تُعَدّ المملكة رائدة في هذا القطاع الصناعي على المستوى العربي والإفريقي، والمنتِج الأول للسيارات في القارة السمراء.
ويعود تاريخ دخول صناعة السيارات للمغرب إلى سنوات الستينيات، غير أن الطفرة الحاصلة في هذا القطاع تعود إلى المجهود الذي بدلته المملكة خلال السنوات الأخيرة، سواء في استقطاب شركات السيارات العالمية لإنشاء مصانع على أراضيها، أو في بناء كفاءات وأيدٍ عاملة مغربية في هذا المجال.
واحتل المغرب عام 2022 المركز الخامس عالمياً في زيادة إنتاج السيارات، بمجموع وصل 403 آلاف و7 سيارات منتجة خلال عام 2021، توزعت بين أكثر من 338 ألف سيارة عادية، و64 ألفاً و668 مركبة تجارية جرى إنتاجها بالمملكة. وتمثل هذه الزيادة نسبة 23%، مقارنة بإنتاج عام 2020.
وتصل القدرة الإنتاجية المغربية إلى 700 ألف سيارة سنوياً، فيما لم يتجاوز رقم الإنتاج الفعلي 400 ألف سيارة طبقاً لإحصاءات المنظمة الدولية لمصنعي السيارات. بالمقابل، يخطط المسؤولون المغاربة لرفع طاقة الإنتاج إلى مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030.
ويوفر قطاع السيارات المغربي نحو 230 ألف وظيفة لعمال من قطاعات مختلفة، يعملون في نحو 250 شركة محلية وأجنبية للتجميع وصناعة المكونات.
وتنتج المملكة سيارات تصدّر لأكثر من 70 وجهة عالمية، بمعدل إدماج محلي يناهز 69%، وتتوقع الحكومة المغربية أن يرتفع هذا المعدل ليصل إلى 80%.
وتسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها في السوق العالمية للسيارات عبر إنتاج السيارات الصديقة للبيئة. وهو ما أكده وزير الصناعة المغربي في حديث سابق، مشيراً إلى سعي بلاده لأن تصبح منصة تصنيع السيارات المنخفضة الكربون "الأكثر تنافسية في العالم".
وفي هذا الصدد يصنع المغرب نحو 40 ألف سيارة كهربائية سنوياً. هذا وكان ذات الوزير المغربي قد أعلن في يوليو/تموز الماضي عزم بلاده إنشاء مصنع بطاريات ضخم "سيوفر قوة دفع هائلة لقطاع السيارات المحلي، مستفيداً من توفر الطاقة المتجددة والمواد الخام مثل الكوبالت والفوسفات في المغرب".