العادات الغذائية في عيد الأضحى.. هل يمكن تجنّب اضطرابات الجهاز الهضمي؟
تعدّ مشاكل الجهاز الهضمي والأعراض التي يعانيها معظم الأفراد بعد الأطعمة الدسمة والمتنوعة في الأعياد مؤرقة للأغلبية العظمى، وتختلف تلك المشاكل تبعاً للسلوك الغذائي المتبع في العيد لكل شخص على حدة.
يعدّ الإسراف في تناول الحلويات وخاصة كعك العيد والحلويات الشرقية كالكنافة والبقلاوة من العادات التي لا يخلو منها بيت في عيد الأضحى وخاصة في اللقاءات العائلية والزيارات وكذلك الرحلات. / صورة: TRT Arabi (TRT Arabi)

يمتاز عيد الأضحى المبارك بطقوس وعادات معينة، بعضها ذو ارتباط ديني، والآخر من التقاليد الشائعة، والكثير منها يرتبط بالتغذية والسلوك الغذائي المتبع بالعيد.

وتعدّ مشاكل الجهاز الهضمي والأعراض التي يعانيها معظم الأفراد بعد الأطعمة الدسمة والمتنوعة في الأعياد مؤرقة للأغلبية العظمى، وتختلف تلك المشاكل تبعاً للسلوك الغذائي المتبع في العيد لكل شخص على حدة.

من أكثر العادات الغذائية شيوعاً في عيد الأضحى استهلاك الأشخاص لكميات كبيرة من لحوم الأضاحي في الولائم التي تقام أول وثاني أيام العيد وتكون ضمنها أطباق مشهورة ترتكز على اللحم كمكون أساسي مثل المنسف الأردني والكسكسي المغربي والدولمة العراقية وكذلك اللحوم المشوية.

وعلى الرغم من القيمة الغذائية العالية لهذه اللحوم ومحتواها من البروتينات والعناصر الغذائية المهمة، فإن استهلاكها بكميات كبيرة وخاصة التي تحتوي على الدهون البيضاء يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل: عسر الهضم، آلام في المعدة والأمعاء، التسمم الغذائي، وكذلك الانتفاخ، إضافة إلى خطر استهلاكها بكميات كبيرة على مرضى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول.

يعدّ الإسراف في تناول الحلويات وخاصة كعك العيد والحلويات الشرقية كالكنافة والبقلاوة من العادات التي لا يخلو منها بيت في عيد الأضحى وخاصة في اللقاءات العائلية والزيارات وكذلك الرحلات.

ويؤدي استهلاك الحلوى بكميات كبيرة إلى إرباك الجهاز الهضمي ما قد ينتج عنه اضطرابات مثل الإسهال أو الإمساك أو كليهما وكذلك ارتداد حمض المعدة للمريء ما يسبب الحرقان وسوء الهضم.

ولا يجب التغافل عن واحدة من أهم العادات ارتباطاً بالأعياد وهي استهلاك الكافيين بكميات كبيرة بسبب شرب القهوة بشكل متكرر وعلى مدار اليوم، وهو ما ينتج عنه الأرق وارتفاع ضغط الدم والشعور بآلام في المعدة.

كما تنتشر أيضاً عادات غذائية شائعة أخرى كثيرة مثل تناول لحوم أعضاء الذبيحة كوجبة فطور أو غداء اليوم الأول من العيد، وهي عبارة عن وجبة دسمة جداً تُحضّر من الأعضاء الداخلية مع التوابل والبصل والدهون، ويتمثل خطرها كذلك في تناولها كوجبة فطور صباحية، ما يسبب التلبك المعوي وقد يسبب آلاماً شديدةً بالمعدة تتطلب مراجعة الطبيب.

كيف تتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي في العيد؟

نظراً لكون هذه العادات جزءاً لا يتجزأ من طقوس وفرحة عيد الأضحى، وفي الوقت ذاته تعدّ اضطرابات الجهاز الهضمي مشكلة مؤرقة للكثيرين، فمن الجيد الحفاظ على الاستمتاع بهذه العادات والطقوس مع اتباع بعض الحيل والتزام بعض النصائح التي تساعد على تجنب اضطرابات الجهاز الهضمي.

يمكن للشخص تناول اللحوم مع الحرص على عدم الإسراف فيها وهذا من خلال تناول وجبة لحوم واحدة خلال اليوم الواحد، على ألا تتجاوز حصة الفرد الواحد 250-300 غرام من اللحم الأحمر، كما يجب الحرص على نزع الدهن من اللحم.

إلى جانب ذلك، يفضل تحضيرها بشكل جيد من خلال السلق أو تعريضها إلى نار متوسطة بعيدة عنها قليلاً في عملية الشواء، إذ يساعد السلق على التخلص من نسبة عالية من الدسم.

كما تساعد إضافة الخضراوات لأطباق اللحوم على تناول وجبة متوازنة ويقلل من عسر الهضم والانتفاخ الناتج عن استهلاك نسبة عالية من البروتين.

من أكثر العادات الغذائية شيوعاً في عيد الأضحى استهلاك الأشخاص لكميات كبيرة من لحوم الأضاحي في الولائم التي تقام أول وثاني أيام العيد وتكون ضمنها أطباق مشهورة ترتكز على اللحم كمكون أساسي مثل المنسف الأردني والكسكسي المغربي والدولمة العراقية. (Others)

ويجب ترك وقت مناسب لا يقل عن أربع ساعات بين الوجبة والأخرى خلال العيد، وذلك لأهمية إتاحة الفرصة للجهاز الهضمي لهضم الطعام والاستفادة منه بشكل جيد، إذ يحتاج الجسم مدة زمنية تقدر بأربع ساعات لهضم البروتين.

ولتجنّب تأثير الحلويات في صحة الجهاز الهضمي، يجب تناولها بكميات معتدلة وتجنّب الإسراف في الكمية المستهلكة.

وتعد الفواكه التي تحتوي على الألياف مثل البطيخ والشمام بديلاً جيداً للحلويات، إذ تساعد على تحسين الهضم وزيادة الشعور بالشبع إضافة إلى معدل السكريات المنخفض فيها.

تعدّ القهوة بأنواعها ومن ضمنها القهوة العربية مفيدةً جداً، ولكن يجب مراعاة استهلاك كمية لا تفوق ثلاثة فناجين يومياً تجنباً لمضارّها الصحية، كما تنصح الدراسات.

تناول اللحم في الفطور

وفي سؤالنا للدكتورة ريما فايز تيم الأستاذة في قسم التغذية بكلية العلوم الصحية في جامعة قطر عن عادة تناول اللحوم كوجبة فطور صباحية في عيد الأضحى تجيب "لا يعدّ من الصحيح تناول اللحوم أو لحوم الأعضاء كالكبدة والقلوب وغيرها كوجبة فطور صباحية، إذ يفضّل تناول وجبة إفطار متوازنة وخفيفة تحتوي على حصص متنوعة من المجموعات الغذائية التي تشمل الحبوب والخضراوات والحليب ومشتقاته والبيض والبقوليات".

وتضيف تيم لـTRT عربي "بينما يعدّ من الطبيعي تناول لحوم الأضحية في وجبة الغداء، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية للشخص، وأن تحتوي هذه اللحوم على نسبة قليلة من الدهون البيضاء قدر الإمكان".

وتجنباً للاضطرابات الهضمية، تنصح تيم بالحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة والابتعاد عن الإفراط في تناول اللحوم والحلويات والمشروبات المحلاة وخاصة الغازية، وتشير إلى ضرورة التركيز على تناول الخضراوات كمصدر لترطيب الجسم ومنح الشعور بالشبع.

كما تؤكد ضرورة تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً لتعزيز عملية الهضم.

وفي النهاية يمكن لكل شخص أن يستمتع بطقوس وعادات عيد الأضحى المبارك ولكن بطريقة معتدلة تجنّبه أي مشاكل صحية وآلام ومضاعفات، وخاصة المرضى الذين يعانون حالات صحية تتطلب تحديدات غذائية.

TRT عربي