الرئيس الأمريكي جو بايدن
تقلد جو بايدن الكثير من المناصب الحكومية قبل فوزه بالانتخابات الرئاسية سنة 2021، إذ عمل بعد تخرجه أستاذاً جامعياً في كثير من الجامعات الأمريكية، في تدريس تخصص القانون الدستوري.
#LPB35 : President Joe Biden speaks at meeting with Jewish community / صورة: AFP (AFP)

يَعدّ جو بايدن الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس السابع عشر الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي. كما تَقلّد طيلة حياته الكثير من المناصب القيادية داخل أمريكا، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية.

ولادة ونشأة جو بايدن

في مدينة سكرانتون الواقعة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وُلد جوزيف روبينيت بايدن الابن، في تاريخ 20 يناير/كانون الثاني سنة 1942، لأسرة تعتنق الكاثوليكية.

جو بايدن هو الابن البكر داخل أسرته المكونة من ولدين (جيمس براين بايدن وفرانسيس بايدن) وبنت واحدة تُدعى فاليري بايدن.

كان والد بايدن، جوزيف روبينيت بايدن، من كبار المتاجرين في السيارات داخل ولاية ديلاوير الأمريكية، إلى جانب والدته، كاثرين يوجينيا فينيغان بايدن.

نشأ جو بايدن وترعرع في إقليم كليمونت، بولاية ديلاوير، وفيها قضى معظم طفولته، بسبب رحيل أسرته إلى هناك واستقرارها فيه.

الحياة الزوجية لجو بايدن

في 27 أغسطس/آب سنة 1966، تزوج جو بايدن من نيليا هانتر، التي كانت تشتغل معلمة. وأنجبت منه 3 أطفال: روبرت هانتر، وجوزيف بايدن، وناعومي.

يمثل تاريخ 18 ديسمبر/كانون الأول سنة 1972، يوماً بئيساً وحزيناً بالنسبة إلى بايدن، حيث توفيت زوجته نيليا في هذا اليوم رفقة ابنتها في حادثة سير خطيرة، بعد أيام قليلة فقط من انتخابه في مجلس الشيوخ الأمريكي.

كما أُصيب الطفلان الصغيران، بو وهانتر، أيضاً بإصابات بليغة في أثناء الحادثة، إلا أنهما تماثلا للشفاء بعد ذلك، بسبب العناية الكبيرة التي أولاها لهما والدهما جو بايدن.

بعد ذلك بثلاث سنوات، عقد بايدن قرانه من جديد على جيل تراسي جايكوب، وأنجب منها طفلة وحيدة، تحمل اسم آشلي. وهي الآن عضو في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، إلى جانب كونها سيدة أعمال وناشطة حقوقية.

توفي ابنه البكر، جوزيف روبينيت بايدن الثالث، سنة 2015، بمرض سرطان المخ. وكان قد اشتغل قبل ذلك في منصب النائب العام لولاية ديلاوير، كما كان ضابطاً في صفوف الجيش الأمريكي، فضلاً عن كونه عضواً بارزاً في الحزب الديمقراطي.

أما ابنه الثاني -هنتر بايدن- من زوجته الأولى المتوفاة، فيشتغل محامياً ورجل أعمال، إلى جانب توفره على عضوية داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي.

دراسة جو بايدن

يمتلك الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن سجلاً تعليمياً حافلاً، إذ يمتلك الكثير من الشهادات والدرجات الأكاديمية العالية التي تخوّله تقلد مناصب قيادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

في سنة 1961، التحق جو بايدن بجامعة ديلاوير، ودرس فيها تخصص علم التاريخ والعلوم السياسية، كما حصل أيضاً على بكالوريوس الفنون من نفس الجامعة، وتخرج فيها سنة 1965.

وفي نفس سنة التخرج، التحق مرة أخرى بجامعة سيراكيوز، ودرس فيها شعبة القانون، حتى حصل على شهادة الدكتوراه في تخصص القانون، سنة 1968.

التوجه الفكري لجو بايدن

يصف المراقبون الرئيس الأمريكي الحالي بأنه يملك توجهاً "ليبيرالياً معتدلاً" نوعاً ما، بحيث يوصف بأنه من بين القادة الكبار "المعتدلين" داخل الحزب الديمقراطي. لكنَّ آراءه في بعض القضايا المطروحة تُظهر نوعاً من التضارب والتناقض، الذي يَعدّه البعض مجرد براغماتية سياسية. إذ إن بايدن يؤيد بشكل كبير منح التأشيرات وبطاقات الإقامة للمهاجرين الأجانب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه في الوقت نفسه يدعم بشكل كبير فكرة بناء سياج حديدي على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية، التي يتجاوز طولها أكثر من 3150 كيلومتراً.

كما يعارض بشدة عملية التنقيب أو استخراج النفط الأمريكي الخام في شبه جزيرة ألاسكا الأمريكية، مع حثّه المستمر على البحث عن مصادر الطاقة في دول أخرى وبأسعار تنافسية.

ويعد بايدن من أبرز المصوتين لصالح غزو أفغانستان سنة 2001 والعراق سنة 2003، كما يؤيد بشدة فكرة تقسيم العراق إلى 3 أقاليم رئيسية: إقليم للأكراد في الشمال على طول الحدود مع تركيا وسوريا وإيران، وإقليم للسنة في وسط البلاد، وإقليم ثالث للشيعة في الجنوب على الحدود مع دول الكويت والسعودية والأردن.

وعلى عكس منافسه السابق دونالد ترمب، فإن جو بايدن يؤيد بشكل كبير الوجود العسكري للجيش الأمريكي في مختلف مناطق العالم، بما فيها العراق وسوريا وإقليم دارفور في السودان.

ويفضل بايدن أيضاً التعامل مع الملف الإيراني عن طريق الدبلوماسية وفرض العقوبات الاقتصادية، بعيداً عن المواجهات المباشرة، كما صوّت سابقاً ضد تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن بايدن يؤيد الرواية الإسرائيلية، ويقول إنه مع حل الدولتين، مع رفضه بناء المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع غزة والضفة الغربية.

مناصب جو بايدن

تقلد جو بايدن الكثير من المناصب الحكومية قبل فوزه بالانتخابات الرئاسية سنة 2021، إذ عمل بعد تخرجه أستاذاً جامعياً في كثير من الجامعات الأمريكية، في تدريس تخصص القانون الدستوري.

وفي 3 يناير/كانون الثاني سنة 1987، عُيِّن رئيساً للجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي، واستمر في منصبه إلى غاية 3 يناير/كانون الثاني عام 1995.

كما شغل خلال الفترة الممتدة بين عامي 2001 و2009، منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، المكلّفة سن تشريعات السياسة الخارجية الأمريكية الرائدة ومناقشتها داخل المجلس.

ثم عُين بعد ذلك رئيساً للتجمع الدولي لمكافحة المخدرات، واستمر في ترؤسه من سنة 2007 إلى غاية 2009.

ومن أهم الوظائف التي استمر فيها جو بايدن كثيراً، منصب السيناتور، إذ بقي فيه أكثر من 36 سنة، خلال الفترة الممتدة بين عامي 1973 و2009. كما عُين في نفس السنة الأخيرة، نائباً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية من سنة 2009 إلى سنة 2017.

وفي 20 يناير/كانون الثاني سنة 2021، استطاع بايدن دخول البيت الأبيض، بعد الإطاحة بخصمه دونالد ترمب، خلال الانتخابات الرئاسية التي أُجريت سنة 2020. وبذلك يصبح جو بايدن الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

سياسة بايدن في الرئاسة الأمريكية

يتسم جو بايدن ببراغماتية عالية في اتخاذ القرارات سواء على المستوى المحلي أو الدولي، التي لها تأثير كبير على الأمن القومي الأمريكي.

وعمل بايدن بعد تقلده منصب الرئيس على تخفيف بعض الإجراءات القانونية التي اتخذها ترمب في عهده، التي تقيّد من حرية المهاجرين والأجانب المقيمين داخل البلاد.

كما ألغى الكثير من القوانين التي تمنع المهاجرين من دخول أمريكا، خصوصاً مواطني الدول العربية والإسلامية السبع التي حددها الرئيس السابق دونالد ترمب، على رأسها سوريا والعراق والصومال وإيران.

ويفضل بايدن التعامل مع إيران بالدبلوماسية بعيداً عن الأدوات الخشنة، عكس ما فعله دونالد ترمب في أثناء ترؤسه الجمهورية، إذ نجح بايدن في الإفراج عن مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين في أحد السجون الإيرانية بعد وساطة عمانية وقطرية.

ويعارض بايدن بشدة الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث يصف هذه الحرب بـ"العدوان" و"غير الشرعية". كما أعلن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا، حيث زوَّد الأخيرة بآلاف القطع من السلاح الخفيف والثقيل، إلى جانب إرساله خبراء عسكريين يشتغلون رفقة ضباط من الجيش الأوكراني خلف خطوط القتال.

أما على المستوى الداخلي، فمنذ تقلده منصب رئيس الجمهورية، سنّ بايدن مجموعة من القوانين والأنظمة، منها قانون يقيّد حيازة الأسلحة النارية.

فضلاً عن إلغائه قانون أقرّه الكونغرس، يُعرف الزواج بأنه "اتفاق بين رجل وامرأة"، قبل إقراره قانوناً يحمي زواج الشواذ والمتحولين جنسياً في مختلف ولايات المتحدة الأمريكية.

TRT عربي