الصيام المتقطع نمط الحياة الأكثر شيوعاً.. هل من فوائد صحية؟
يُعتبر الصيام المتقطع أحد أنماط الحياة والأنظمة الغذائية الأكثر شيوعاً في الفترة الحالية، ويتَّبعه عددٌ كبيرٌ من الأشخاص حول العالم بهدف نقص أوزانهم وتحسين الصحة العامة لأجسامهم.
الصحة الفردية (AFP Archive)

أصبح الصيام المتقطع في الفترة الأخيرة نمطاً من أنماط الحياة الأكثر شيوعاً. والمقصود بنمط الحياة تبني أعداد كبيرة من الناس حول العالم لهذا النظام كنظام حياة دائم.

ويرتكز نظام الصيام المتقطع أساساً على مواعيد الأكل والصيام، ولا يرتبط بأصناف الطعام أو الكميات، لهذا يُعتبر نظاماً سهلاً أقبل عليه الكثيرون، حيث إن الأشخاص عادةً لا يمكنهم التزام حمية محددة الأصناف والكميات بهدف نقص الوزن أو تحسين الصحة العامة، فيجدون في نظام الصيام المتقطع ملجأً لهم وطريقة يسْهُل عليهم اتباعها.

أنماط الصيام المتقطع وطريقة تطبيقه

يُعتبر الصيام المتقطع نظاماً متعدد الأنماط مع الحفاظ على ركيزته الأساسية وهي التزام مواعيد محددة للصيام والأكل، وانبثقت عنه أنماط عديدة، وتعتبر ثلاثة منها أنماطاً شائعة.

أولها: نمط 8/16.

وهو النمط الذي يقوم على استهلاك الطعام في وجبات صغيرة ومتعددة خلال ثمانية ساعات يوميا تبدأ منذ الاستيقاظ من النوم.

وبانتهاء الساعات الثمانية يجب الصيام لمدة 16 ساعة من ضمنها ساعات النوم. فمثلا لتطبيق هذا النمط يبدأ الشخص بتناول الوجبة الأولى الساعة العاشرة صباحا وينتهي من وجبته الأخيرة في الساعة السادسة مساء ولغاية الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي. ويعتبر هذا النمط الأفضل والأكثر شيوعاً حيث إنه يمثل نمط الحياة الصحي للشخص السليم الذي يتناول الطعام على شكل وجبات محددة المواعيد يومياً ويمتنع عن تناول الطعام في ساعات الليل.

ثانيا: نمط 2/5

وهو النمط الأكثر شيوعاً. وهو عبارة عن تناول الطعام بالشكل الاعتيادي في خمسة أيام من أيام الأسبوع، على أن تصوم يومين غير متتاليين، ونظراً لاستحالة الصيام لمدة 48 ساعة يتضمن النظام إمكانية استهلاك ما لا يزيد عن 500 سعر حراري في اليوم الواحد من أيام الصيام.

ثالثا: نمط 12/12

فهو النمط المخصص للمبتدئين والأشخاص الذين يتناولون الطعام خلال ساعات متباعدة، حيث يعتمد على استهلاك الطعام خلال 12 ساعة يومياً والامتناع عنه لمدة 12 ساعة من ضمنها ساعات النوم، ولكن هذا النمط لا يعتبر فاعلاً لانقاص الوزن إلا أنه مفيد لتحسين الصحة العامة للجسم.

أماالنمط الرابعفهو الذي يقوم على صيام 24 ساعة مرة واحدة أسبوعياً على أن يكون صياماً كاملاً يمنع فيه استهلاك أي صنف من الطعام. ويسمح فيه فقط بالمشروبات مثل القهوة والشاي والأعشاب بدون سكر، إضافةً إلى الماء.

ويعتبر هذا النمط نمطاً خطيراً حيث يصاحبه أعراض خلال يوم الصيام كالغثيان والدوخة والشعور بالتعب، ولا يمكن للمبتدئين اتباعه إلا تدريجياً بحيث يجري البدء بساعات صيام قليلة ومن ثم زيادتها تدريجياً للتخفيف من حدة الأعراض، كما يفضل عدم اتباعه في يوم العمل تجنباً لحصول الحوادث أو الإغماء.

خامساً: النمط المتتالي

ويتمثل هذا النمط في صيام ثم أكل ثم صيام، فمثلا يمكِّن هذا النمط متَّبعيه من الصيام في اليوم الأول ثم تناول الطعام في اليوم التالي، وفي يوم الصيام لا يتم استهلاك ما يفوق 500 سعر حراري ومن السوائل فقط ويمنع استهلاك الأطعمة الصلبة، ويعتبر هذا النمط مفيداً ولكنه صعب التطبيق لهذا لا يتجه إليه معظم متّبعي الصيام المتقطع.

سادساً: النمط العسكري

وهو نمط صعب التطبيق وغير شائع إلا في حالات معينة كالسمنة المفرطة، ويقوم هذا النمط على الامتناع عن استهلاك أي وجبة خلال 20 ساعة من اليوم، ويسمح فقط بتناول الخضراوات والفواكه بكميات بسيطة جداً ومن ثم يمكن تناول وجبة واحدة مشبعة وصحية خلال فترة الأربعة ساعات المتبقية، ولا يعتبر هذا النظام جيداً ولا صحياً حيث إنه يُحدِث نقصاً في مخازن الفيتامينات والمعادن نظراً لعدم كفاية كمية الطعام المستهلكة وعدم الحصول على الاحتياجات اليومية من العناصر الغذائية الصغرى.

فوائد الصيام المتقطع

ترتبط فوائد الصيام المتقطع ومضاره بالنمط المتبع نظراً لتعدد أنماطه ووجود اختلافات بينها، إلا أنه وبشكل عام تناولت معظم الدراسات الصيام المتقطع بنمط 8/16 والذي أثبت فاعليته في إنقاص الوزن، خفض مستويات السكر في الدم، خفض دهنيات الدم الضارة (الدهون الثلاثية والكوليسترول)، إصلاح الخلايا التالفة، وإبطاء الشيخوخة.

ونظرا لتعدد البحوث والدراسات حول الصيام الشرعي في الدين الإسلامي، والتي أثبتت فاعليته في تحسين الصحة العامة للجسم ومن ضمنها تحسين صحة القلب والشرايين والجهاز الهضمي وجهاز الإخراج، ولتشابه نمط الصيام الشرعي بنمط الصيام المتقطع 8/16 فقد جرى إسقاط فوائد الصيام الشرعي المثبتة كفوائد لهذا النمط من الصيام المتقطع.

العشوائية في اتباع الصيام المتقطع ضررها أكبر من نفعها

معظم الأشخاص حول العالم يتَّبعون نظام الصيام المتقطع بشكل خاطئ يعتمد على الإسراف في أوقات الطعام المحددة والحرمان المفرط في أوقات الصيام وهو ما يعتبر غير صحي ويؤدي لمضار ومخاطر صحية عديدة منها سوء التغذية، إضافةً إلى فقدان فاعلية هذا النمط وفوائده.

ولتجنب العشوائية في اتباع هذا النظام، فعلى من يتبع الصيام المتقطع أن يدرك أن هذا النظام يجري اتباعه ضمن نظام صحي مما يعني ضرورة إحداث تغييرات ملحوظة في النظام الغذائي المتبع، فمثلاً في أيام الأكل يسمح للشخص باستهلاك احتياجاته اليومية من الطاقة ولا يمكنه استهلاك ما يفوقها وهو ما يحدث عادة، حيث إنه من المشاهدات الشائعة أن يقوم الشخص متبع النظام الذي تقارب احتياجاته اليومية من الطاقة 1800 سعرة حرارية باستهلاك ما لا يقل عن 3000 سعرة حرارية في ساعات الأكل وهو ما يعتبر نمطا خاطئاً تماماً ومسبباً للسمنة ولمشاكل صحية عديدة.

ولنجاح اتباع الصيام المتقطع يجب اختيار النمط المناسب بحيث يكون نمطاً صحياً يتضمن إحداث تغيير ملحوظ في النمط الشخصي للفرد، والنمط الأفضل دائماً هو نمط استهلاك الطعام على شكل وجبات صغيرة ومتعددة خلال ثمانية ساعات يومياً، ومن ثم الامتناع عن الطعام لمدة 16 ساعة مع الحرص على التنويع والتوازن في الوجبات بحيث تتكون الوجبة الواحدة من اللحوم والنشويات والحليب ومشتقاته والخضروات، مع ضرورة استهلاك 2-3 حبة فاكهة كوجبة خفيفة يومياً بهدف تزويد الجسم بكافة احتياجاته من الفيتامينات والمعادن.

TRT عربي