"شوكولاتة الأعشاب" منتج ولد ببراءة اختراع فلسطينية. وهي عبارة عن حبات شوكولاتة صحية، بلا مواد حافظة، ممزوجة بالأعشاب العطرية والنكهات الشرقية البحتة، يتناولها الزبون بالكميات التي يرغبها بلا خوف على صحته من ارتفاع السكر أو الوزن الزائد.
من مدينة رام الله إلى الوطن والعالم، اختارت الشيف الفلسطينية ريم شهاب أن تطلق منتجها حاملاً رائحة الأعشاب الفلسطينية الفواحة التي زرعتها في حديقة منزلها كالميرامية والزعتر الأخضر والخشخاش وجميع الأعشاب التي اعتدنا على وضعها في مشروباتنا، لتذكر الزبائن والمغتربين بمنتجات الوطن المحتل على طريقتها الخاصة.
15 نكهة فلسطينية
"الفكرة انطلقت بدافع كوني سيدة شرقية مولودة خارج بلدها فلسطين لكنها تعشقها كثيراً وأحب كل شيء في البلاد"، تقول الشيف ريم شهاب لـ TRT عربي: "كانت ظروفي أنني تغربت عن فلسطين وظللت مشتاقة إليها فصرت أطلب من أهلي دائماً أن يحضروا لي أي شيء من فلسطين كالميرامية والزعتر الأخضر والسمسم".
تضيف شهاب: "من هذا الحنين إلى بلادي فكرت بالمغتربين أمثالي وهم عاجزون عن الحصول على خيرات البلاد، سألت نفسي لم لا تصله هذه المنتجات من خلال حبة شوكولاتة تحمل نكهة البلد؟ من هنا بدأت الفكرة ودرست شيف حلويات غربية ودخلت في مجال الطهي، وحاولت أن أحول الحلويات الغربية إلى شرقية عبر إدخال الأعشاب الطبيعية فيها كالميرامية والزعتر وغيرها".
وتضيف: "حبات الشوكولاتة تتضمن 15 نكهة ابتكرتها بنفسي، أركّبها بعقلي أولاً، أتذوقها ثم أطبقها. هي عبارة عن الميرامية واليانسون والزعتر الأخضر والشاي الأخضر والريحان، بالإضافة إلى نكهات مميزة مثل البقلاوة والفستق الحلبي والكنافة العربية والقهوة العربية بالهيل والبذورات وبذر القرع وبذر الشمس والتين المجفف والتمر مع الجوز والسمسم والكراميل والزبيب والمكسرات بأشكالها".
مشروع الشيف ريم انطلق من الصفر قبل عامين تقريباً خلال جائحة كورونا، مستثمرة الحجر الصحي كي تطور من نفسها وتبتكر خلطات جديدة. بمعدات بسيطة ومن بلاطة رخام صغيرة أطلقت أول نوع شوكولاتة خاص بها. فمطبخها كان معملها الخاص الذي كانت تنتج داخله كميات كبيرة من حبات الشوكولاتة التي كانت ترسلها إلى الزبائن في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية عن طريق شركة شحن خاصة كانت تعقم المنتج وتؤمّن وصوله بطريقة سليمة طيلة جائحة كورونا في البلاد.
تشير شهاب إلى أنه "بعد انتهاء الحجر ازداد ضغط العمل لديّ نظراً لطلبات الزبائن المتزايدة ومعملي أصبح ضيقاً علّي، فاستأجرت منزلاً قريباً من بيتي واشتريت معدات وبدأت بالعمل أنا وشريكتي في البداية، وحين ازداد الطلب زدت عدد الماكينات والعمال في المعمل الذي افتتحناه في مدينة رام الله".
رائحة الوطن
وحول أصداء المشروع، تصف الشيف ريم أن "باكورة نجاح المشروع عندما وصل المنتج إلى أمريكا ولبنان والإمارات ودول أخرى عبر هدايا يأخذها الفلسطينيون إلى الأقرباء والأصدقاء". مشيرة إلى أن كل مشروع جديد لا يخلو من الانتقادات في بداياته إلى حين إثبات قدرته على نيل حسن مذاق الزبائن، فكثير من الناس استخفت بالمنتج واستغربت جمع الشوكولاتة مع الكشك أو الميرامية أو الزعتر الأخضر متسائلين باستهزاء هل يمكننا استخدام حبات الشوكولاتة في حال المغص؟
وتتابع: "الحمدلله لم أتأثر بالإحباط وانتقادات الناس هذه جعلتني أتحدى نفسي لأجعلهم يجربون حبات الشوكولاتة ويقدمون رأيهم بإيجابية حول مذاق طعم نكهة معينة كنت أقدمها للزبون هدية فأتفاجأ بتكرارهم نفس الطعم لشدة إعجابهم به. بالتالي آراء الزبائن هي دائماً داعم بالنسبة إليّ وتساعدني في تطوير منتجي ليصل إلى أكبر فئة من الناس بطريقة صحيحة".
"مجرد اقتران اسم بلدي فلسطين بأي شيء حتى لو كان منتجاً يتم عرضه على أي شخص أو شعب ويتم السؤال من أين هذا المنتج وتكون الإجابة فلسطين، تزيدني حبات الشوكولاتة هذه فخراً بأنني من فلسطين"، وفقاً لشهاب.
وتعتبر أن "السيدة الفلسطينية خُلقت للإبداع والإصرار، فعندما يتم تصوير حبات الشوكولاتة من صُنعي في دول أخرى ويقال هذا المنتج من فلسطين دون ذكر اسمي أو اسم شريكتي، ويقال إن مذاق الحبات مميز عن باقي أنواع الشوكولاتة فهذا يعطيني بصمة خاصة وحافزاً على مزيد من التميز لجعل منتجي الفلسطيني في الصدارة".
مبادرات تحتاج الدعم
"المميز دائماً في شوكولاتة الأعشاب هو تجدد النكهات غير المتوقعة خاصة الشرقية منها" هذه واحدة من الأصداء الإيجابية لزبائن الشيف ريم، جاءت على لسان السيدة رهام مرار من مدينة رام الله.
تقول مرار لـ TRT عربي: "يهمني أن تكون الشوكولاتة مميزة ونكهتها غير متوقعة تجعلني أفكر بشيء متمسكة به وأحب أن يبقى بذاكرتي كالوطن. وأنا لمست وطني من خلال الأعشاب العطرية التي تتضمن حشوة حبات الشوكولاتة وهي مأخوذة من مناطقنا الفلسطينية كالميرامية وإكليل الجبل والزعتر الأخضر".
وترى أن "هذه المبادرة جميلة جداً بخاصة للمغترب الفلسطيني غير القادر على الرجوع لوطنه أو حتى اللاجئ الفلسطيني المحروم منه ويريد أن يذوق طعمه".
وتشجع مرار على "دعم هذه المبادرات بخاصة هذه الشوكولاتة لكي تصل إلى كل دول فيها مغتربون فلسطينيون ليتذوقوا طعم بلادهم ويستذكروا الأعشاب التي كان يلتقطها أجدادهم خلال حصادهم أراضيهم التي هُجّروا منها، فحبات الشوكولاتة هذه هي ليست نكهة فلسطين إنما نكهة أرض".
بدورها تقول السيدة سناء حجازي من رام الله، إنها "لم تكن ترغب في الشوكولاتة كثيراً ما قبل، لكن هذا المنتج جعلها تعشقها لأن طعمها لا يعلى عليه، وكل شخص جرب مذاقها كان يندهش من لذة الطعم".
وتضيف حجازي: "هذا المنتج مميز جداً عن غيره من أنواع الشوكولاتة، حيث النكهات الطبيعية من الأعشاب الفلسطينية الطبيعية، والمميز أكثر بأن هذه الأعشاب من زراعتها الخاصة في حديقتها الطبيعية كالميرامية والزعتر واليانسون وأعشاب أخرى كثيرة".
وتعتبر أن "هذا المنتج محلي وطني فلسطيني يحمل مذاق الوطن، ونفتخر بهكذا مبادرات فردية تظهر لنا خيرات بلادنا بشكل مميز وتدعم قضيتنا".